ظروف احتجاز لا إنسانية وانتشار الأمراض

انتهاكات متواصلة في سجون الاحتلال: تعذيب وتجويع بحق الأسرى وارتفاع في أعداد الشهداء داخل المعتقلات

profile
  • clock 1 يونيو 2025, 2:48:10 م
  • eye 411
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

 محمد خميس

في مشهد يعكس الوجه الأكثر قسوة للاحتلال الإسرائيلي، تتصاعد الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، حيث يعاني المعتقلون في سجن “مجيدو” من سياسات تجويع وضرب ممنهج، تطال بشكل خاص الأطفال الأسرى في ظل غياب أي رقابة دولية أو مساءلة قانونية.

أسير يفقد 22 كغ من وزنه بسبب الجوع

أكدت مصادر حقوقية أن الأسير فادي إبراهيم شامي (24 عامًا) من نابلس، والمعتقل منذ 11 مايو 2023، فقد 22 كيلوجرامًا من وزنه نتيجة التجويع المستمر داخل المعتقل، حيث يفتقر الطعام المقدم لأدنى مقومات التغذية، مما يُهدد حياة الأسرى بشكل جدي. ومن المقرر أن تُعقد له محكمة بتاريخ 22 يونيو 2025.

تعذيب ممنهج بحق الأطفال

كما أوردت المصادر تفاصيل انتهاكات بحق الأطفال الأسرى، أبرزها ما تعرض له الشبل قيس ناصر شحادة (15 عامًا) الذي اعتُقل من منزله في 20 أبريل 2025، وتعرّض للضرب خلال اعتقاله ونقله إلى السجن. أما الأسير حمزة عمر محيسن (17 عامًا) من مخيم العروب، فقد نُقل إلى قسم 5 غرفة 11، وتعرض هو الآخر للضرب أثناء اعتقاله.

ظروف احتجاز لا إنسانية وانتشار الأمراض

ويُعاني الأسرى داخل سجن مجيدو من تردي ظروف النظافة والتهوية، ما أدى إلى انتشار مرض الجرب، وسط نقص شديد في الأدوية وغياب الرعاية الطبية، في وقت تقتطع فيه إدارة السجن أحيانًا من مدة "الفورة" التي لا تتجاوز الساعة أصلًا. كما أن الطعام شحيح للغاية، ولا يكفي سوى للبقاء على قيد الحياة، ما يُسهم في تدهور الحالة الصحية للأسرى.

أكثر من 17 ألف حالة اعتقال منذ بدء العدوان

منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت وتيرة الاعتقالات بشكل غير مسبوق، حيث بلغت حالات الاعتقال في الضفة الغربية والقدس أكثر من 17 ألفًا، دون أن تشمل هذه الإحصائية المعتقلين من قطاع غزة، والذين يُقدّر عددهم بالآلاف.

اعتقال النساء والأطفال.. أرقام مروّعة

وفي السياق ذاته، سُجّلت 537 حالة اعتقال لنساء فلسطينيات، بينهن نساء من الأراضي المحتلة عام 1948، ومن الضفة والقدس، إضافة إلى نساء من غزة اعتُقلن داخل الضفة. كما بلغ عدد الأطفال المعتقلين نحو 1360 طفلًا، وسط شهادات عن تعرضهم للضرب والإهانة والتنكيل خلال فترات الاعتقال.

انتهاكات مرافقة: تدمير المنازل ونهب الممتلكات

لم تقتصر ممارسات الاحتلال على الاعتقال فقط، بل ترافقت مع ممارسات انتقامية ممنهجة، شملت تدمير منازل، ومصادرة مركبات، وأموال، ومجوهرات، إضافة إلى هدم بيوت أسرى، واستخدام أقاربهم كرهائن، فضلاً عن استخدام معتقلين دروعًا بشرية، في انتهاك صريح للقانون الدولي.

70 شهيدًا في السجون.. جثامينهم محتجزة

ومنذ بداية العدوان، استُشهد 70 أسيرًا على الأقل داخل سجون الاحتلال، بينهم 44 من معتقلي غزة، بينما لا تزال إسرائيل تخفي ظروف استشهاد العشرات الآخرين، وسط استمرار سياسة الإخفاء القسري. وتنوّعت أسباب الاستشهاد بين التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، ونشر الأوبئة، وصولًا إلى الاعتداءات الجنسية.

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 68 شهيدًا من أصل 79 أسيرًا استُشهدوا منذ بداية الحرب، في تحدٍّ صارخ للمواثيق والأعراف الدولية، ومضاعفة لمعاناة ذويهم الباحثين عن حقهم في وداع أبنائهم ودفنهم بكرامة.

دعوات لوقف الجرائم وتحقيق دولي عاجل

في ظل هذه الانتهاكات الممنهجة، تتعالى الأصوات الحقوقية المطالبة بتحقيق دولي عاجل، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى، وإلزام الاحتلال باحترام القانون الدولي الإنساني، وتمكين المنظمات الدولية من الوصول إلى أماكن الاحتجاز.

التعليقات (0)