-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
اليوم الـ644: 15 شهيدا منذ الفجر بينهم منتظري مساعدات.. وتدنيس المقابر قبل الانسحاب من خان يونس
اليوم الـ644: 15 شهيدا منذ الفجر بينهم منتظري مساعدات.. وتدنيس المقابر قبل الانسحاب من خان يونس
-
11 يوليو 2025, 10:17:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال قصف همجي وعشوائي يستهدف المدنيين العزل ومناطق توزيع المساعدات وحتى المقابر، في حلقة جديدة من الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والمدعومة أمريكيًا رغم كل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
قصف دموي على منتظري المساعدات
اليوم الجمعة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة عندما استهدف بالمدفعية والطائرات تجمعات للفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في منطقة الشاكوش، شمالي غربي رفح، جنوبي القطاع، ما أسفر عن استشهاد 15 على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين، بحسب بيانات الإسعاف والطوارئ. مشهد يجسد وحشية الاحتلال الذي لا يكتفي بحصار غزة وتجويع أهلها، بل يقصفهم حتى وهم ينتظرون شحنات الإغاثة الشحيحة.
ولم يقتصر هذا الإجرام على رفح، بل كرر الاحتلال قصفه لمجموعة من الفلسطينيين قرب نقطة توزيع مساعدات جنوبي وادي غزة في وسط القطاع، ما أدى إلى إصابات متفاوتة، في مشهد يشي بتعمد تجويع المدنيين وقتلهم في الوقت ذاته، بهدف تركيعهم ومواصلة سياسة التهجير القسري.
جريمة أخرى في مدرسة بجباليا
وفي شمال القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة حين قصف مدرسة "حليمة السعدية" في جباليا البلد، التي كانت تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين. استهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ اضطرارية للمدنيين الهاربين من القصف هو جزء من سياسة ممنهجة لتحويل كل مكان آمن إلى مصيدة موت، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.
اجتياحات وتدمير متعمد في خان يونس
في جنوب غزة، واصل الاحتلال عمليات اجتياحه الدموي لمدينة خان يونس. وأفاد مجمع ناصر الطبي بوقوع شهيدين إثر قصف إسرائيلي على منطقة السطر شمال غربي المدينة. وأكدت المصادر الطبية استشهاد عائد زكريا شاكر الأغا وباسم ماجد محمد الأغا في ذلك القصف الوحشي.
وجاء ذلك بالتزامن مع انسحاب آليات الاحتلال من جنوب غربي خان يونس بعد توغل استمر يومين، كشف عن دمار واسع وتجريف متعمد لخيام النازحين الذين اضطروا للفرار وترك مستلزماتهم. في صور مروعة، ظهرت الجرافات العسكرية الإسرائيلية وهي تدمر مخيمات النازحين وتحرمهم حتى من أبسط مقومات الحياة، لتجبرهم على مزيد من النزوح والمعاناة.
تدنيس المقابر وتجريف الجثامين
الأكثر صدمة هو إقدام قوات الاحتلال على تجريف مقبرة جماعية تُعرف بـ"المقبرة التركية" في خان يونس، والتي دُفن فيها عشرات الجثامين المجهولة الهوية، بينهم ضحايا أفرج الاحتلال نفسه عن جثامينهم سابقًا. وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال نبش عشرات القبور الأخرى في جريمة حرب مكتملة الأركان تعكس انعدام كل قيمة إنسانية أو أخلاقية.
قصف متواصل لمناطق غزة
لم ينجُ أي جزء من القطاع من القصف الإسرائيلي اليوم. ففي خان يونس، قصفت الطائرات الحربية منطقة الكنيس غربي المدينة، بينما استهدفت المدفعية منطقة بطن السمين جنوب غربي المدينة. وفي مدينة غزة نفسها، تعرض حي التفاح لقصف مدفعي وغارات جوية، ما أسفر عن شهداء ومصابين، في حين استهدفت الطائرات منزلاً قرب مسجد اليرموك، مسببة إصابات.
وامتد القصف إلى حي الصفطاوي شمالي المدينة، حيث سُجلت إصابات جراء القصف المدفعي، بينما ألقت مسيّرات الاحتلال قنابل على المدنيين في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات متعددة.
استهداف منازل وشاطئ البحر
كما شنت مسيّرات إسرائيلية غارات على منازل في حيي الصبرة والزيتون جنوبي مدينة غزة، وأطلقت الزوارق الحربية قذائفها باتجاه شاطئ بحر غزة في اعتداء متكرر يهدف إلى حرمان الناس من أي مكان آمن.
وفي شمال غزة، أصيب خمسة أشخاص على الأقل بعدما ألقت مسيّرة إسرائيلية من طراز "كوادكوبتر" قنابل قرب دوّار النزلة، في تكتيك واضح لاستهداف التجمعات المدنية وترويع السكان.
مشهد إبادة جماعية ممنهجة
هذه الجرائم اليومية ليست أحداثًا معزولة بل جزء من حملة إبادة جماعية منظمة. فمنذ 7 أكتوبر 2023، ارتكبت دولة الاحتلال، بدعم أمريكي سياسي وعسكري، مجازر ممنهجة أسفرت عن أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون ظروف المجاعة والأوبئة.
الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بالقتل المباشر، بل يستخدم الحصار والتجويع سلاحًا لإبادة المدنيين، ويهدم البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات، متجاهلًا كل نداءات العالم، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح، خصوصًا من الولايات المتحدة، التي تقدم الغطاء والدعم العسكري والسياسي لمواصلة هذه الجرائم.
صرخة ضد التواطؤ والصمت
إن ما يحدث في غزة ليس حربًا عادية، بل جريمة مستمرة ضد الإنسانية، تتطلب وقفة دولية حقيقية لكسر هذا الصمت المعيب وفضح الاحتلال أمام العالم. تجريف المقابر، قصف الأطفال في المدارس، استهداف منتظري المساعدات، كلها أدلة دامغة على الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان، الذي يواصل القتل والتهجير والتدمير بلا رادع، في أكبر اختبار للضمير الإنساني في هذا العصر.






