تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

شهدت اليمن فجر الاثنين (7 يوليو) تصعيدًا خطيرًا مع تأكيد وسائل الإعلام اليمنية والمقاومة اليمنية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات مكثفة استهدفت موانئ استراتيجية وبنى تحتية حيوية في محافظة الحديدة. وذكرت شبكة «المسيرة» أن الهجمات طالت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، إلى جانب محطة الكهرباء المركزية في رأس الكثيب، ما تسبب بأضرار كبيرة في المرافق المدنية الحيوية.

جيش الاحتلال أعلن رسميًا مسؤوليته عن هذه الضربات، مدعيًا أنه دمر «بنى تحتية حيوية» لما وصفها بقدرات عسكرية تهدد إسرائيل من الأراضي اليمنية. يأتي هذا في سياق حرب بحرية وأمنية متصاعدة، حيث تتهم إسرائيل أنصار الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تهدد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

اتهام صريح لأمريكا بدعم العدوان

محمد الفرح، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، وصف هذه الغارات بأنها عدوان إجرامي تم بضوء أخضر من الولايات المتحدة والغرب، معتبراً أن الهدف منها هو إرهاب الشعب اليمني وثنيه عن مواقفه الإنسانية والأخلاقية الداعمة لغزة. الفرح شدد على أن استهداف الموانئ ومحطات الكهرباء «محاولة واضحة لإلحاق الأذى بالمدنيين»، متوعدًا بأن هذه الهجمات لن تنجح في زعزعة موقف اليمن أو ثنيه عن مساندة الشعب الفلسطيني.

تصريحات تحذيرية: "الصهاينة لن يناموا بأمان"

في المقابل، صعّد نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية في أنصار الله، من نبرة التهديدات، مؤكدًا أن "الصهاينة يجب أن يذهبوا إلى الملاجئ، وألا يحلموا براحة البال"، متوعدًا بأن من يعتدي على غزة واليمن «لن يعرف النوم». وأضاف أن الغارات الإسرائيلية «لم ولن تنجح في وقف هجماتنا في عمق الأراضي المحتلة»، متعهداً باستمرار العمليات التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومعلناً أن «ولا سفينة واحدة ستمر من المنطقة العملياتية لقواتنا المسلحة».

رد عسكري يمني واسع داخل العمق الإسرائيلي

بدورها،، أصدرت القوات المسلحة اليمنية بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها نجحت في التصدي للهجوم الإسرائيلي جزئيًا، عبر منظومات دفاع جوي محلية الصنع أجبرت طائرات إسرائيلية على مغادرة الأجواء قبل إكمال مهامها. البيان أعلن كذلك عن تنفيذ عملية هجومية نوعية بـ11 صاروخًا وطائرة مسيرة، استهدفت العمق الإسرائيلي على النحو التالي:

مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز «فلسطين2».

ميناء أسدود بصاروخ باليستي فرط صوتي.

محطة الكهرباء في عسقلان بصاروخ باليستي فرط صوتي.

ميناء أم الرشراش (إيلات) بثماني طائرات مسيرة.

البيان شدد على أن هذه الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت أهدافها بنجاح، وأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي فشلت في اعتراضها. القوات المسلحة اليمنية توعدت بأن أي عدوان على اليمن «سيكلف العدو كثيرًا»، وأكدت الجاهزية التامة لمواجهة طويلة الأمد دفاعًا عن اليمن ودعمًا للشعب الفلسطيني المحاصر.

دعم متواصل لغزة وتصعيد إقليمي متنامٍ

في ختام بيانها، شددت القوات المسلحة اليمنية على أن عملياتها تأتي في إطار «واجب ديني وأخلاقي وإنساني» لإسناد غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها. هذا الإعلان العلني والواضح عن استهداف مدن وموانئ إسرائيلية يبرز انخراط اليمن في حرب إقليمية متعددة الجبهات، وهو ما ينسف مرة أخرى أوهام إمكانية تطبيع هادئ ومستقر بين إسرائيل ودول المنطقة.

الرسالة اليمنية واضحة: أي استهداف لغزة لن يظل محصورًا في حدودها، بل سيجلب لإسرائيل جبهات جديدة مفتوحة على البحر الأحمر وخارجه، ويحول تطلعات تل أبيب للاندماج الطبيعي في المنطقة إلى سراب، وسط صراع طويل الأمد وحروب مستمرة تتخللها هدنات مؤقتة فقط.