أبعاد سياسية واستراتيجية

المندوبة الأمريكية بالإنابة: لإسرائيل حق الدفاع عن أمنها وتحميل حماس المسؤولية الكاملة

profile
  • clock 10 أغسطس 2025, 3:43:52 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، أدلت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية بتصريحات مثيرة للجدل بشأن الوضع في قطاع غزة، حيث أكدت أن إسرائيل لم تتخذ قرار مواصلة حملتها العسكرية من فراغ، بل جاء بعد أشهر من "تعنت حماس". وأوضحت أن الولايات المتحدة ترى أن من حق إسرائيل تحديد ما هو ضروري لأمنها، واتخاذ التدابير المناسبة لإنهاء تهديد الحركة، في حين شددت على ضرورة تحميل حماس المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الراهنة.

إسرائيل وحق الأمن

قالت المندوبة الأمريكية بالإنابة إن إسرائيل تملك الحق السيادي في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لضمان أمنها القومي، خاصة في ظل ما وصفته بالتهديد المستمر من قبل حركة حماس. وأضافت أن الهجمات الصاروخية والعمليات العسكرية ضد إسرائيل هي السبب المباشر الذي يدفعها لمواصلة حملتها في غزة، مؤكدة أن أي دولة كانت ستتخذ إجراءات مشابهة في حال تعرضت لمثل هذه المخاطر.

تعنت حماس سبب التصعيد

أشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن أشهرًا من "التعنت" من جانب حماس، ورفضها الاستجابة للمطالب الدولية بوقف الهجمات ونزع السلاح، جعلت إسرائيل ترى أن الحل العسكري هو الخيار المتاح أمامها. واعتبرت أن هذا الموقف يبرر استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، رغم التحذيرات الدولية من تداعياتها الإنسانية الخطيرة.

انتقادات لمجلس الأمن

وفي سياق متصل، عبّرت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية عن استيائها من أن اجتماع مجلس الأمن، الذي عقد لبحث التصعيد في غزة، قد "يقوّض الجهود الرامية لتحميل حماس المسؤولية الكاملة". وأوضحت أن الولايات المتحدة ترى أن التركيز المفرط على انتقاد إسرائيل دون النظر إلى "أسباب الأزمة" قد يضعف فرص التوصل إلى حل مستدام.

الموقف الأمريكي بين الدعم والتحفظ

يأتي هذا التصريح في إطار السياسة الأمريكية التقليدية الداعمة لإسرائيل في المحافل الدولية، مع الدعوة في الوقت نفسه لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. إلا أن انتقادات واسعة وُجّهت لواشنطن، متهمة إياها بتجاهل حجم المعاناة الإنسانية في غزة، والاكتفاء بإلقاء اللوم على طرف واحد في الصراع.

القانون الدولي الإنساني تحت المجهر

رغم حديث المندوبة الأمريكية عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يشير خبراء القانون الدولي إلى أن هذا الحق يجب أن يكون مقيدًا بالقوانين والأعراف الدولية، التي تحظر استهداف المدنيين أو تدمير البنية التحتية بشكل غير متناسب مع الأهداف العسكرية. ويؤكد محللون أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بالوتيرة الحالية قد يرقى إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.

الأزمة الإنسانية في غزة

في موازاة ذلك، تزداد الأزمة الإنسانية في غزة سوءًا، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، مع نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم. وتقول المنظمات الحقوقية إن أي دعم غير مشروط للعمليات العسكرية الإسرائيلية يتجاهل هذه الحقائق الميدانية، وقد يساهم في إطالة أمد المعاناة.

ردود الفعل الدولية

أثارت تصريحات المندوبة الأمريكية ردود فعل متباينة، إذ رحبت بها إسرائيل واعتبرتها تأكيدًا على "شرعية عملياتها العسكرية"، فيما انتقدتها أطراف عربية ودولية رأت أنها تعكس انحيازًا واضحًا وتجاهلًا لنداءات وقف إطلاق النار. وقالت مصادر دبلوماسية إن مواقف واشنطن قد تعقّد جهود الوساطة الجارية لإنهاء الحرب.

أبعاد سياسية واستراتيجية

يرى محللون سياسيون أن هذه التصريحات تعكس رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية والدولية الراهنة. وفي الوقت نفسه، تحاول واشنطن تصوير حماس على أنها الجهة المسؤولة عن استمرار الصراع، بما يبرر أي تحرك عسكري إسرائيلي.

التوازن بين الأمن والإنسانية

التحدي الأكبر أمام السياسة الأمريكية، بحسب خبراء، يكمن في إيجاد توازن بين دعم حق إسرائيل في الأمن وبين الالتزام بالمعايير الإنسانية الدولية. فبينما تؤكد واشنطن على ضرورة حماية المدنيين، يرى كثيرون أن موقفها العملي لا يتوافق دائمًا مع هذه التصريحات.

خلاصة المشهد

تأتي تصريحات المندوبة الأمريكية بالإنابة في وقت حساس، حيث يتصاعد التوتر الميداني والسياسي على حد سواء. وبينما تستمر إسرائيل في عمليتها العسكرية بدعم سياسي أمريكي، تتصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، وبدء مفاوضات جدية تؤدي إلى حل سياسي شامل.

التعليقات (0)