دور الوسطاء الإقليميين

المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية: تعديلات مستمرة على مسودة الصفقة

profile
  • clock 27 سبتمبر 2025, 5:59:06 م
  • eye 434
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر مطلع، أن المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لا تزال مستمرة، وتشهد تعديلات متواصلة على مسودة مقترح الصفقة. وأوضح المصدر أن الجانبين يناقشان تفاصيل حساسة تتعلق بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وفتح المعابر الإنسانية.

ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه الوسطاء الدوليون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، إلى تسريع عملية التوصل لاتفاق قبل لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين المقبل.

الضغوط الأمريكية ورغبة ترامب في إنهاء الحرب

بحسب القناة، فإن واشنطن اتخذت قرارًا استراتيجيًا بالتحرك نحو صياغة صفقة متدرجة، تبدأ بخطوات إنسانية عاجلة على الأرض، ثم تمتد إلى تسوية أوسع تشمل ترتيبات أمنية وسياسية.

وأكدت المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يولي أهمية خاصة لهذا الاتفاق، معتبرًا أن إنهاء الحرب الجارية في غزة سيمثل إنجازًا بارزًا يسعى لتسجيله خلال عودته للساحة السياسية والدبلوماسية.

تعديلات مستمرة على مسودة الصفقة

أشارت القناة 12 إلى أن مسودة الصفقة ليست نهائية، ويتم تعديلها بشكل مستمر استجابةً لملاحظات الأطراف المعنية. من بين البنود التي يجري النقاش حولها:

وقف تدريجي لإطلاق النار بضمانات أمريكية ودولية.

إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل استعادة بعض الأسرى أو المحتجزين لدى الفصائل.

فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة.

بحث آليات إعادة الإعمار وضمان عدم استهداف المساعدات.

وبحسب التسريبات، فإن بعض التعديلات تركز على صياغة جداول زمنية دقيقة لكل مرحلة من مراحل الاتفاق، بما يمنع الانهيار أو الفشل في التنفيذ.

دور الوسطاء الإقليميين

إلى جانب واشنطن، تلعب كل من قطر ومصر أدوارًا محورية في تسهيل المحادثات. فقد كثفت الدوحة اتصالاتها بالفصائل الفلسطينية لإقناعها بالقبول بصيغة الصفقة، بينما تتحرك القاهرة لضمان الترتيبات الأمنية على الحدود مع غزة، وتقديم ضمانات بشأن حركة المعابر.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن القاهرة تمثل عنصرًا أساسيًا في أي اتفاق نهائي، نظرًا لارتباطها الجغرافي المباشر مع قطاع غزة، وخبرتها الطويلة في الوساطة بين الجانبين.

إسرائيل بين الضغوط الداخلية والخارجية

في الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط على حكومة نتنياهو من جانب عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والذين نظموا عدة تظاهرات للضغط على الحكومة للإسراع بالتوصل إلى اتفاق.

وفي المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا من بعض مكونات ائتلافه الحكومي، خصوصًا الأحزاب اليمينية المتشددة، التي ترفض أي صفقة تُنظر إليها على أنها "تنازل للفصائل الفلسطينية". هذا التناقض الداخلي يزيد من صعوبة اتخاذ قرار حاسم.

الموقف الفلسطيني

من جانبها، تؤكد الفصائل الفلسطينية أن أي صفقة يجب أن تشمل وقفًا كاملًا للحرب ورفع الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، إلى جانب ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بلا قيود، وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى.

كما تشدد الفصائل على أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يكون مرحليًا فقط، بل يجب أن يؤدي إلى تسوية تضمن عدم تجدد الهجمات الإسرائيلية.

احتمالات الصفقة المتدرجة

تقول مصادر دبلوماسية إن خيار "الصفقة المتدرجة" قد يكون الأكثر واقعية في ظل الفجوات الكبيرة بين مطالب الجانبين. وتشمل هذه الصيغة:

مرحلة أولى: وقف مؤقت لإطلاق النار، إدخال المساعدات، وتبادل محدود للأسرى.

مرحلة ثانية: تمديد الهدنة بضمانات دولية، وتوسيع عملية تبادل الأسرى.

مرحلة ثالثة: بحث الملفات الكبرى مثل إعادة الإعمار، وترتيبات ما بعد الحرب.

هذا النموذج يتيح للطرفين تحقيق مكاسب مرحلية، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام مفاوضات أوسع مستقبلًا.

حسابات ترامب السياسية

تحرص إدارة ترامب، بحسب القناة 12، على تسريع الاتفاق قبل موعد لقائه مع نتنياهو يوم الاثنين المقبل. إذ يعتبر ترمب أن نجاحه في رعاية اتفاق ينهي الحرب أو يخفف من حدتها سيعزز مكانته دوليًا ويمنحه ورقة سياسية قوية في الداخل الأمريكي.

ويرى مراقبون أن إدخال الملف الفلسطيني الإسرائيلي في أجندة ترمب السياسية قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الضغوط الأمريكية على إسرائيل لتقديم تنازلات مدروسة، مقابل ضمانات أمنية ودعم سياسي.

تحديات وعقبات أمام الاتفاق

رغم التفاؤل النسبي، لا تزال هناك عدة عقبات أمام إبرام الصفقة:

انعدام الثقة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

الانقسامات الداخلية في الجانب الإسرائيلي حول تقديم تنازلات.

غياب ضمانات كافية تضمن التزام الأطراف بالبنود.

التدخلات الإقليمية التي قد تعرقل مسار المفاوضات إذا لم تُلبَّ مصالحها.

التعليقات (0)