تكبير الخط تصغير الخط

إعداد : رامي أبو زبيدة 
خاص بموقع 180 تحقيقات

يُصدر موقع 180 تحقيقات تقريره اليومي بعنوان "المشهد الإسرائيلي" ليوم الجمعة 23 مايو 2025، ضمن سلسلة تقارير ترصد أبرز ما تناولته وسائل الإعلام العبرية حول المستجدات على الساحة الإسرائيلية، سواء العسكرية أو السياسية أو الاجتماعية والدولية. ويعكس التقرير التوترات المتصاعدة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وتطورات العلاقة مع الولايات المتحدة، والاضطرابات الداخلية، بالإضافة إلى التحليلات الإسرائيلية بشأن المستقبل القريب.

أولاً: الشأن العسكري والميداني

تهديد صاروخي من اليمن: أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية. الانفجار وقع وسط البلاد وأدى إلى تعليق الرحلات في مطار بن غوريون. وأكدت القناة 12 أن التقديرات الأمنية تشير إلى استمرار هجمات الحوثيين طالما استمر العدوان على غزة.

عملية خان يونس: يديعوت أحرنوت نقلت عن الجيش أن خانيونس ستكون "نسخة ثانية من رفح"، في إشارة إلى تصعيد متوقع. المتحدث العسكري الإسرائيلي أكد لنيوزويك أن الجيش سيبقى في المناطق التي قاتل فيها لتفكيك قدرات حماس.

مقتل جنود وأسرى: كشفت يديعوت أن 41 أسيرًا إسرائيليًا قتلوا في غزة منذ اختطافهم بسبب القصف العشوائي، بينما أقر والد الجندي عيدان ألكسندر أن ابنه أصيب بقصف إسرائيلي على نفق كان محتجزًا فيه.

المساعدات والنهب: منسق أعمال الحكومة أفاد بدخول 107 شاحنات مساعدات لغزة، وهو العدد الأعلى منذ أسابيع، إلا أن 15 منها تعرضت للسرقة جنوب القطاع وفقًا لهآرتس.

قرار عسكري جديد: الجيش قرر إلغاء نشر وحدات المظليين غير الجاهزين بعد ضغط من الأهالي، وأعلنت "كان" عن إلغاء إدخال مجندين لم ينهوا تدريبهم إلى غزة.

ثانيًا: الشأن الإسرائيلي الداخلي

أزمة تعيين رئيس الشاباك: قرر نتنياهو تعيين ديفيد زيني خلفًا لرونين بار، ما فجّر أزمة مع رئيس الأركان الذي لم يُبلّغ مسبقًا. ضباط كبار شككوا بكفاءة زيني، فيما وصف رئيس جامعة تل أبيب تعيينه بأنه قد يؤدي إلى "حرب أهلية". إيهود باراك وصف القرار بأنه تمرد على القانون ودعا إلى عصيان مدني شامل.

سلوك نتنياهو تحت النار: سياسيون كبار كغانتس وليبرمان اتهموا نتنياهو بتلويث العملية الأمنية وتخريب التعيينات لخدمة مصالحه. واتهمته هيئة عائلات الأسرى بتعريض حياة المخطوفين للخطر.

الخلافات في الجيش والسياسة: كاتس منع يائير غولان من دخول قواعد الجيش أو ارتداء زيه بسبب مواقفه المعارضة، وغولان رد مؤكدًا أنه سيسعى لأمن إسرائيل رغم حكومة نتنياهو.

مخاوف من تصاعد الانقسام الداخلي: الإعلام العبري أورد تصريحات متواترة عن تدهور الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية، وتحذيرات من تفكك المؤسسة الأمنية تحت الضغط السياسي.

ثالثًا: الشأن الدولي

توتر في العلاقة مع واشنطن: تقارير عبرية متعددة نقلت إشارات مقلقة حول تراجع اهتمام إدارة ترامب بإسرائيل، وتركها وحيدة في مواجهة الحوثيين، وسط اتجاه نحو السعودية كشريك إقليمي مفضل. صحيفة هآرتس ذكرت أن ترامب "يتخلى عن التحالف مع إسرائيل بصمت".

مفاوضات إيران وأميركا: بدأت الجولة الخامسة من المحادثات بين طهران وواشنطن، وسط تمسك إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وتهديدات أميركية باستخدام الوسائل العسكرية إذا لم يتم التوصل لاتفاق. الأوروبيون يهددون بتفعيل آلية العقوبات SnapBack.

تضامن دولي مع غزة: رئيس تشيلي وصف ما تفعله إسرائيل في غزة بـ"التطهير العرقي"، وأكد أنها سترتكب جرائم حرب ستحاسب عليها.

تراجع في حركة الطيران: الخطوط البريطانية ألغت جميع رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية يوليو بسبب التهديدات الأمنية.

رابعًا: آراء وتحليلات إسرائيلية

هآرتس: أشارت إلى أن سكان غزة "منشغلون بموتهم الوشيك"، وأن العالم يتفرج على أكبر عدد من القتلى اليوميين دون تحرك، كما اعتبرت أن مصر "تشعر بالضعف" لعجزها عن وقف الحرب.

رون بن يشاي – يديعوت: رأى أن شروط التفاوض لم تعد تشمل نزع سلاح حماس أو طرد قادتها، بل تفكيك الأسلحة الثقيلة فقط.

إيهود باراك: وصف العملية في غزة بأنها حرب سياسية تهدف لبقاء الائتلاف الحاكم، واعتبر أن الاحتلال أو التهجير مجرد أوهام سترتد على إسرائيل، مطالبًا بوقف الحرب وإعادة الأسرى دفعة واحدة.

استطلاع خطير: هآرتس كشفت أن 82% من اليهود الإسرائيليين يدعمون ترحيل سكان غزة قسرًا، و56% يدعمون ترحيل فلسطينيي الداخل.

أزمة سوريا: تقارير عبرية أشارت إلى أن قادة الفصائل الفلسطينية غادروا دمشق تحت ضغط النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، بينما نقلت "كان" عن مصدر إسرائيلي تأكيده إجراء لقاءات مع سوريا بوساطة تركية وبأجواء إيجابية.

يعكس "المشهد الإسرائيلي" لهذا اليوم الجمعة 23 مايو 2025، حالة غير مسبوقة من التوتر السياسي الداخلي والانكشاف الإقليمي والدولي نتيجة استمرار الحرب في غزة. في ظل التصعيد مع الحوثيين، والاضطراب في قيادة الشاباك، والتوتر مع الحليف الأميركي، تجد إسرائيل نفسها محاصرة على جبهات متعددة، فيما يتصاعد الغضب الداخلي من سلوك القيادة السياسية، وينذر الاستقطاب المتزايد بانفجار داخلي قد يكون أخطر من أي تهديد خارجي.