تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في موقف لافت يعكس تصاعد الانتقادات الأوروبية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصف المستشار الألماني فريدرش ميرتس ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في غزة بأنه "غير مقبول"، معبّراً عن رفضه لما يحدث من انتهاكات متواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين منذ أسابيع.

تصريحات ميرتس: موقف سياسي مختلف من قلب أوروبا

وفي تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الأحد، أكد ميرتس رفضه القاطع للمجازر التي تُرتكب في غزة، في إشارة إلى تصاعد الغارات العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع، وسط صمت دولي مطبق، ودعم أمريكي معلن.

تأتي تصريحات ميرتس في وقت تشهد فيه السياسة الألمانية انقساماً متزايداً حول دعم إسرائيل، حيث يرى العديد من السياسيين والناشطين أن الحكومة الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء الإنسانية.

مجزرة جديدة: أكثر من 90 شهيداً في يوم واحد

منذ فجر اليوم الأحد، استشهد 92 فلسطينياً في غارات مكثفة استهدفت كافة مناطق القطاع، بينهم 46 شهيداً في مدينة غزة وحدها، في حين أُصيب أكثر من 50 مدنياً، بعضهم في حالات حرجة، نتيجة غارة جوية استهدفت مفترق السامر وسط المدينة.

وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة باستشهاد 10 فلسطينيين بينهم 6 أطفال، إثر غارة إسرائيلية استهدفت نقطة توزيع للمياه، ما يكشف عن الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها السكان في ظروف الحصار الخانق.

كما استشهد 3 مدنيين وأُصيب 10 آخرون في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

جرائم متواصلة رغم المفاوضات

تأتي هذه المجازر في وقت يُفترض أن تكون فيه المفاوضات قائمة لبحث وقف إطلاق النار، الأمر الذي يُظهر مدى تجاهل الاحتلال للجهود الدولية، واستمراره في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل.

حصيلة كارثية منذ بدء العدوان

منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى اليوم، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، وتسببت الغارات في نزوح مئات الآلاف من منازلهم وسط ظروف إنسانية كارثية.

صوت دولي يتشكل.. والمأساة مستمرة

تصريحات المستشار الألماني فريدرش ميرتس تعكس تحولاً نسبياً في الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل، لكنها تظل غير كافية أمام حجم المجازر والدمار المستمر في قطاع غزة. ومع كل يوم يمر، تتضاعف الحاجة إلى ضغط دولي جاد لإيقاف العدوان، ورفع الحصار، ووقف معاناة الملايين من الأبرياء.