تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أعرب المفاوض الإسرائيلي يتكوف عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة، على الرغم من استمرار العدوان الذي يشنّه الكيان الصهيوني على مناطق متفرقة من القطاع. وجاءت تصريحاته في سياق محادثات مكثفة تجريها أطراف دولية وإقليمية بهدف احتواء التصعيد وتحقيق انفراجة سياسية وإنسانية.

أجواء المفاوضات وتعقيدات الميدان

أكد ويتكوف أن المفاوضات الأخيرة شهدت "مقاربات جديدة" يمكن البناء عليها للوصول إلى تفاهمات مرضية للطرفين، مع الإشارة إلى أن بعض المقترحات تتضمن ترتيبات إنسانية وأمنية تشمل انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال من مناطق معينة داخل القطاع، وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والطبية. لكنه أقر بوجود "تحديات معقدة" لا تزال تعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي.

الكيان الصهيوني يحاول فرض شروط ميدانية خلال التفاوض

أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الكيان الصهيوني يسعى إلى تثبيت تواجده في مدينة رفح خلال فترة وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره الفصائل الفلسطينية محاولة "لشرعنة العدوان المستمر" تحت غطاء تفاهمات إنسانية. وقد أعرب الوسطاء الدوليون عن قلقهم من تعنّت بعض المسؤولين في الكابنيت الذين يرفضون انسحابًا كاملاً من المناطق الحدودية.

موقف الفصائل الفلسطينية من مقترحات التهدئة

من جانبها، أبدت حركة حماس تحفظها على بعض البنود التي وصفتها بأنها "لا تلبّي الحد الأدنى من المطالب الإنسانية للشعب الفلسطيني"، مشيرةً إلى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفًا شاملًا للعدوان، وضمانات دولية بعدم تكرار العمليات العسكرية ضد المدنيين، بالإضافة إلى ملف الأسرى الذي يمثل أولوية لا يمكن تجاهلها.

ردود فعل دولية وأمل بتهدئة قريبة

رحبت عدد من العواصم العالمية بتصريحات ويتكوف، معتبرةً أنها تعكس نوعًا من الليونة السياسية في خطاب الكيان الصهيوني، إلا أن جهات حقوقية أكدت أن استمرار العدوان يجعل من أي تفاؤل سابق لأوانه، ما لم يقترن بخطوات عملية على الأرض تُنهي معاناة المدنيين.

هل يحمل التفاؤل فرصة واقعية أم مجرّد محاولة سياسية؟

في الوقت الذي يتحدث فيه ويتكوف عن إمكانية إنهاء التصعيد، يستمر العدوان في حصد أرواح المدنيين، ويزيد من معاناة العائلات في غزة. وبين التفاؤل الدبلوماسي والواقع الميداني، تبرز الحاجة إلى موقف واضح يحسم مصير الاتفاق، بعيدًا عن المناورات السياسية.

تصريح من ويتكوف خلال لقاء إعلامي

"نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى من نقطة تفاهم مشتركة، لكن تحقيق التهدئة يتطلب شجاعة سياسية واستجابة صادقة من جميع الأطراف."