-
℃ 11 تركيا
-
25 يونيو 2025
"القسام" توجه ضربة نوعية وتعيد رسم معادلات الاشتباك
أبعاد سياسية وأمنية لكمين خانيونس
"القسام" توجه ضربة نوعية وتعيد رسم معادلات الاشتباك
-
25 يونيو 2025, 2:30:29 م
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور ميداني لافت يؤكد على استمرار الفاعلية القتالية للمقاومة الفلسطينية، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، عن تنفيذ كمين محكم في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، أسفر عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للاحتلال.
وأوضحت الكتائب في بيان لها على منصة "تلغرام" أن مقاتليها تمكنوا من تدمير ناقلتي جند وجرافتين عسكريتين باستخدام عبوات ناسفة متطورة، مشيرة إلى أن إحدى ناقلات الجند تم استهدافها بعبوة من نوع "شواظ" داخل قمرة القيادة، ما أدى إلى احتراقها بمن فيها.
عملية مركّبة أربكت الاحتلال
الكمين الذي وقع بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب في منطقة "معن"، جنوب خانيونس، وُصف بأنه عملية مركبة ذات طابع تكتيكي دقيق، تخلله استهداف ناقلة جند ثانية بـ"عبوة العمل الفدائي"، وفق البيان، تبعه هبوط مروحيات إسرائيلية لعدة ساعات من أجل تنفيذ عمليات إخلاء معقدة.
وجاءت هذه العملية بعد إعلان رسمي من جيش الاحتلال بمقتل سبعة من عناصره ينتمون إلى كتيبة الهندسة القتالية 605، ما يؤكد دقة العملية وحجم الخسائر.
محللون: هيبة الجيش الإسرائيلي تتآكل
يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن كمين خانيونس يُعد ضربة مؤلمة وغير تقليدية، تُظهر أن الجيش الإسرائيلي، رغم تفوقه التكنولوجي، بات مكشوفًا أمام تكتيكات المقاومة التي تجمع بين الاستهداف المباشر والتخطيط الهندسي المعقد.
ويشير هؤلاء إلى أن العملية تمثل تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، وتُعيد التأكيد على أن المقاومة ما زالت قادرة على المبادرة ميدانيًا، حتى في المناطق التي يدّعي الاحتلال أنه "سيطر عليها".
أبعاد سياسية وأمنية للكمين
يحمل الكمين دلالات أوسع تتجاوز نتائجه الميدانية، أبرزها:
تحدي الرواية الإسرائيلية التي تُصور الحرب كأنها على وشك الانتهاء.
كشف ثغرات أمنية واستخباراتية في بنية الجيش الإسرائيلي.
رفع الروح المعنوية للمقاومة وللشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
إحراج القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب أمام الرأي العام الداخلي والعالمي.
ضربة ليست عابرة
كمين خانيونس لم يكن عملية استنزاف تقليدية، بل ضربة نوعية أكدت تآكل "هيبة الجيش الإسرائيلي"، وأثبتت أن التفوق الجوي والتكنولوجي لا يضمن الانتصار الميداني، خاصة عندما يواجه خصمًا يتحرك تحت الأرض، ويستخدم تكتيكات ميدانية ذكية.
في ظل هذا التصعيد، يبقى المشهد مفتوحًا على جولات جديدة من الصراع، فيما تستمر المقاومة في فرض معادلات جديدة على الأرض.










