أعنف قصف على دمشق منذ سنوات

الغارات الإسرائيلية على دمشق: انقلاب على تفاهمات باكو ومحاولة فرض نفوذ بالقوة

profile
  • clock 16 يوليو 2025, 3:58:50 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أعنف قصف على دمشق منذ سنوات

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح الأربعاء، سلسلة غارات هي الأعنف منذ سنوات استهدفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة السورية دمشق، أبرزها مبنى وزارة الدفاع، ومحيط القصر الجمهوري، بالإضافة إلى منطقة الكسوة جنوبي العاصمة. وأسفرت الهجمات عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وسط تنديد محلي وإقليمي واسع.

تفاهمات باكو على المحك

جاءت هذه الضربات بعد مباحثات غير مباشرة جرت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، جمعت وفدين سوري وإسرائيلي، وأثمرت عن تفاهمات مبدئية حول تنسيق أمني محدود، دون الدخول في مسارات تطبيع أو اتفاقيات سياسية.

لكن، بحسب مراقبين، فإن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تمثل انقلابًا ميدانيًا على نتائج تلك المباحثات، وتدل على رغبة "تل أبيب" في فرض واقع تفاوضي بالقوة في الجنوب السوري.

خبير: إسرائيل تروّج لانتصار وهمي

يرى الصحفي والأكاديمي السوري خالد خليل أن ما جرى هو تصعيد خطير وانقلاب مباشر على مسار باكو، مؤكدًا في تصريحات لـ"قدس برس" أن إسرائيل تحاول تسويق التفاهمات على أنها اتفاق تطبيع شامل، وهو ما ترفضه دمشق بشكل قاطع.

وأشار خليل إلى أن حكومة الاحتلال تحاول تحقيق إنجاز سياسي داخلي، خاصة بعد إعلانها "تقليص النفوذ الإيراني" خلال 12 يوماً فقط، ما يمثل محاولة للترويج لانتصار وهمي أمام جمهور اليمين الإسرائيلي.

الطائفة الدرزية بين التوظيف والاستغلال

سلّط خليل الضوء على استخدام إسرائيل للورقة الدرزية كورقة ضغط سياسية، لافتًا إلى محاولات تل أبيب تقديم نفسها كحامٍ للأقليات، بينما تسعى في الحقيقة إلى فرض واقع تقسيمي يخدم أطماعها الاستراتيجية، لا سيما في الجولان السوري المحتل.

وقال إن أغلبية الدروز في الجولان رفضوا الجنسية الإسرائيلية، ويدركون أن الاحتلال يسعى لاستغلالهم، لا لحمايتهم، محذرًا من محاولات إسرائيل فصل الدروز جغرافيًا وديموغرافيًا عن الوطن السوري.

التحركات الميدانية ورفض شعبي واسع

بالتزامن مع التصعيد، سُجّل عبور عشرات الشبان الدروز من الأراضي المحتلة إلى السويداء، فيما اعتبره المحلل السياسي السوري باسل المحمد محاولة لإظهار إسرائيل كـ"قوة حامية للأقليات"، وفي ذات الوقت كسب موطئ قدم سياسي واجتماعي في الجنوب السوري.

وأكد المحمد أن التحرك الإسرائيلي المنفرد في الجنوب يأتي بسبب فشل المسار السياسي الذي كانت تقوده واشنطن، ما يكشف عن تباين في الرؤى بين الحليفين التقليديين.

السلام السوري.. لا يُفرض بالقوة

رغم الضغوط العسكرية والإعلامية، تؤكد دمشق أنها لن توقع أي اتفاق تطبيع منفرد، وأنها ترفض التنازل عن الجولان المحتل، وتُصر على أن أي سلام يجب أن يكون ضمن إطار المبادرة العربية للسلام لعام 2002.

وبينما تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري ومحاولات الاختراق السياسي في الجنوب، يُظهر الواقع أن الرفض الشعبي داخل الطائفة الدرزية والسوريين عمومًا لا يزال حاجزًا صلبًا أمام محاولات إعادة رسم الخريطة بالترهيب.

التعليقات (0)