تكبير الخط تصغير الخط

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت عدة محافظات في الضفة الغربية، وسط تصعيد ميداني شامل شمل اقتحامات للمنازل، وهدم منشآت، وإغلاق طرق رئيسية، ما يعكس تصعيدًا إسرائيليًا متواصلًا يفاقم معاناة الفلسطينيين على مختلف الأصعدة.

قلقيلية: اعتقالات ومداهمات واسعة

في مدينة قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد جمال الجزار بعد اقتحام منزله وتفتيشه. كما اعتقلت شقيقة الاستشهادي سعيد الحوتري عقب مداهمة منزل عائلتها.
وشهدت المدينة انتشارًا مكثفًا للآليات العسكرية من المدخل الشرقي باتجاه الأحياء الجنوبية، خاصة حي القرعان وشارع نابلس، إضافة إلى اقتحام بناية سكنية بالقرب من مدرسة يوسف عودة.

رام الله: استهداف العائلات وتوسيع الحصار

في محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال 10 مواطنين خلال اقتحامات طالت بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون.
وشملت الاعتقالات والدة الأسير بدر عرموش واثنين من أفراد العائلة، بينما طالت حملة الجلزون 7 مواطنين، أبرزهم محمد صافي (والد الشهيد أيسر صافي).

وخلال هذه العملية، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عدد من الشبان، ومنعت المصلين من الوصول لصلاة الفجر، وفجّرت أبواب محل تجاري في المخيم.

وفي بلدة سلواد شمال شرق رام الله، نفّذ الاحتلال اقتحامات وتفتيشًا للمنازل، فيما واصل إغلاق مدخل بلدة ترمسعيا لليوم الثاني على التوالي، مجبرًا السكان على استخدام طرق بديلة طويلة ومرهقة.

جنين: إصابات وتدمير للبنية التحتية

في بلدة قباطية جنوب جنين، أصيب فتى (17 عامًا) برصاص الاحتلال في البطن، ونقلته طواقم الهلال الأحمر لتلقي العلاج.
رافق الاقتحام عمليات تجريف للشوارع، وتدمير للبنية التحتية في محيط مسجد الزهراء وحارة أبو الرب، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

واعتقلت قوات الاحتلال كلًا من:

عمر الأقرع ونجله محمود

محمد عماد أبو الرب

ماجد أبو الرب ونجله إيهاب

كما اقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال "مقهى دمشق" في مدينة جنين، في تصعيد استهدف المدنيين والبنية الاقتصادية للمدينة.

بيت لحم والخليل: هدم واستفزازات

في بلدة نحالين غرب بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة قرنة الدعمس برفقة آليات هدم، تمهيدًا لهدم منشآت فلسطينية.

وفي مدينة الخليل، هدمت قوات الاحتلال منزل المواطن عبد القادر القواسمي، متهمةً إياه بالانتماء لخلية مقاومة نفذت عملية قُتل فيها جندي عام 2023.

نابلس وطولكرم وسلفيت: اقتحامات وتحويل منازل لثكنات

امتدت الحملة إلى مدينة نابلس وضاحية ذنابة شرق طولكرم، فيما شهدت قرية سرطة غرب سلفيت اقتحامًا طال منزل المواطن عصام محمد صلاح، وروضة أطفال تعود لنجله، حيث عبث الجنود بالمحتويات ودمروا أجزاء من جدرانها دون تنفيذ اعتقالات.

في الوقت نفسه، استمر العدوان على بلدتي كفر الديك وبروقين غرب سلفيت، لليوم السابع على التوالي، حيث قامت قوات الاحتلال بتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية، وتسليم إخطارات بهدم منازل أخرى.

أريحا والأغوار الشمالية: إصابات وتشديدات عسكرية

في مدينة أريحا، أصيب شاب برصاص حي في اليد خلال اقتحام حي كتف الواد، وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وشهد الحي اقتحامًا لعمارة سكنية، تزامنًا مع تشديدات عسكرية في الأغوار الشمالية، حيث أغلقت قوات الاحتلال حاجز الحمرا والبوابات الحديدية، ما أعاق تنقل المواطنين وأوقف وصولهم إلى أماكن عملهم.

تصعيد يومي وسط صمت دولي

تعكس هذه الحملة العسكرية الشاملة في الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا وممنهجًا يطال جميع مناحي الحياة الفلسطينية، من الاعتقال إلى الهدم إلى الإغلاق، وسط صمت دولي مريب وتقاعس واضح عن حماية المدنيين.

ويؤكد هذا التصعيد أن الاحتلال ماضٍ في سياسة العقاب الجماعي والتهجير والتنكيل بالسكان الفلسطينيين، دون أي التزام بالقوانين الدولية أو مبادئ حقوق الإنسان.