تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة جديدة تؤكد التزام المملكة العربية السعودية التاريخي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، أعلن وزير الخارجية السعودي اليوم أن بلاده ستقدم دعماً مالياً بقيمة 90 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، وذلك في إطار تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وأكد الوزير أن المملكة العربية السعودية تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الدعم المالي يعكس التزاماً راسخاً

المنحة المالية التي أعلنتها السعودية تأتي في وقت حساس تمر به الأراضي الفلسطينية، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من أزمات اقتصادية خانقة نتيجة الحصار الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويهدف الدعم السعودي البالغ 90 مليون دولار إلى تمويل المشاريع التنموية والخدمات الأساسية، بما يشمل التعليم والصحة والبنية التحتية، إضافة إلى دعم جهود إعادة إعمار ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

ويعكس هذا الدعم استمرار الموقف السعودي الثابت في دعم فلسطين، سواء على الصعيد المالي أو السياسي أو الدبلوماسي، وذلك انسجاماً مع مبادئ مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في قمة بيروت عام 2002.

الاعتراف الدولي يتسع: 159 دولة تعترف بدولة فلسطين

على الصعيد الدولي، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن 159 دولة حول العالم أعلنت رسمياً اعترافها بدولة فلسطين، وهو ما يعكس تحوّلاً متزايداً في الموقف الدولي لصالح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ويُعتبر هذا الرقم دليلاً واضحاً على أن الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي تؤيد حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، وإنهاء عقود طويلة من الاحتلال والعدوان.

وتزايد الاعتراف الدولي بفلسطين خلال السنوات الأخيرة، مدفوعاً بتصاعد جرائم الاحتلال، والجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية في المحافل الدولية.

لا تطبيع بلا دولة فلسطينية

أكد وزير الخارجية السعودي بشكل قاطع أن المملكة العربية السعودية لن تمضي قدماً في أي خطوات نحو التطبيع مع إسرائيل إلا بعد التوصل إلى تسوية عادلة تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

ويأتي هذا الموقف ليقطع الطريق أمام محاولات الاحتلال الإسرائيلي استغلال التطبيع مع بعض الدول كغطاء لمواصلة سياساته التوسعية والقمعية.

كما يعزز الموقف السعودي الإجماع العربي والإسلامي الرافض للتطبيع المجاني، والداعي إلى ربط أي علاقات مستقبلية مع إسرائيل بمدى التزامها بإنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

السعودية ودورها المحوري في القضية الفلسطينية

منذ تأسيسها، لعبت السعودية دوراً محورياً في دعم فلسطين على مختلف الأصعدة. فإلى جانب الدعم المالي المستمر، حرصت المملكة على توظيف ثقلها السياسي والدبلوماسي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي.

كما أن المملكة قادت مبادرات عربية عديدة تهدف إلى تحقيق السلام العادل، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية التي وضعت إطاراً شاملاً للتسوية يقوم على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة مقابل التطبيع مع الدول العربية.

فلسطين قضية العرب والمسلمين

أكد الوزير السعودي أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب أولويات المملكة، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، مشدداً على أن الحل العادل يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاستيطان، واحترام القرارات الدولية ذات الصلة.

كما شدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإيقاف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.