مياه مفقودة وتكاليف مرتفعة

الزراعة الفلسطينية تنهار في الأغوار وشمال الضفة: الاحتلال والحصار يتسببان بخسائر فادحة

profile
  • clock 18 يونيو 2025, 12:44:41 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الزراعة الفلسطينية

محمد خميس

الإغلاق والاستيطان يشلّان الإنتاج الزراعي

شهد الموسم الزراعي في شمال الضفة الغربية ومنطقة الأغوار الفلسطينية، التي تُعدّ سلة غذاء استراتيجية للاقتصاد الفلسطيني، انتكاسة حادة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي. حيث أدّت إغلاقات المدن، ومصادرة الأراضي، وتهجير السكان إلى تعطيل الإنتاج الزراعي، وتكبيد المزارعين خسائر فادحة.

مياه مفقودة وتكاليف مرتفعة

 أزمة المياه التي فاقمت معاناة المزارعين، حيث يمنع الاحتلال وصول المياه ويصادر الينابيع، ما يجبرهم على شراء المياه بأسعار باهظة أو نقلها بتكاليف عالية. هذه الكلفة المرتفعة تؤثر بشكل مباشر على سعر المنتجات الزراعية في السوق، وتجعل أغلب المحاصيل غير مربحة.

الحواجز العسكرية تُفسد المحاصيل

إن  إغلاق المدن الشمالية، وخاصة جنين وطوباس، بالحواجز الإسرائيلية، تسبب في فساد المحاصيل قبل وصولها إلى الأسواق. حيث يضطر المزارعون للانتظار لساعات طويلة على الحواجز، ما يؤدي إلى تلف المنتجات أو ارتفاع تكاليف نقلها، أو حتى عودتهم أدراجهم دون بيع أي كمية.

دراسة: خسائر سنوية تقدر بـ50 مليون دولار

وبحسب دراسة لمجلس الدراسات الفلسطينية، نُشرت بعد حرب 7 أكتوبر 2023، فإن الخسائر السنوية للمزارعين في الأغوار تُقدّر بـ50 مليون دولار أمريكي، نتيجة لقيود الاحتلال على حركة البضائع عبر المعابر والحواجز.

وتؤكد الدراسة أن منطقة الأغوار تُنتج 60% من الخضروات و30% من الفواكه في الضفة الغربية (وزارة الزراعة الفلسطينية، 2023)، ما يجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني الفلسطيني.

الزراعة الفلسطينية بين كماشة الاحتلال وغياب السياسات

تُظهر الوقائع على الأرض أن المزارع الفلسطيني يُقاتل على جبهتين: الاحتلال الذي يصادر الأرض والمياه ويغلق الطرق، وغياب السياسات الداخلية التي تضمن الحماية والتسويق. وبين هذا وذاك، تتآكل جدوى الزراعة، ويُترك "حرّاس الأرض" في مواجهة مفتوحة مع الخسائر والعجز، في واحدة من أكثر المراحل السوداوية للقطاع الزراعي الفلسطيني.

التعليقات (0)