-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
الردّ الإيجابي لحماس: بين التعديلات الشكلية والمطالب الوجودية
الردّ الإيجابي لحماس: بين التعديلات الشكلية والمطالب الوجودية
-
4 يوليو 2025, 8:26:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة
رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات
تسارعت في الأيام الأخيرة وتيرة المؤشرات الإيجابية نحو اتفاق تهدئة محتمل في قطاع غزة، مع ترقب حذر لإعلان رسمي مرتقب يوم الإثنين المقبل. لكن ما يجري حتى اللحظة لا يزال في خانة ورقة الإطار العامة، وليس اتفاقًا نهائيًا، ما يجعل الحديث عن إنجاز حقيقي سابقًا لأوانه.
ففي ظل الأجواء الإقليمية والدولية الضاغطة، وعشية لقاء منتظر بين نتنياهو وترامب في واشنطن، تبذل الأطراف الوسيطة جهودًا لإنتاج اتفاق مقبول يمكن تسويقه سياسيًا لدى جميع الأطراف، لكن العبرة في التفاصيل – تلك التي تصنع الفارق بين وقف مؤقت للنار، ووقف حقيقي للحرب.
الردّ الحمساوي: إيجابي مشروط
بحسب ما كشفته مصادر "للتلفزيون العربي"، فإن حركة حماس قدمت ردًا إيجابيًا على ورقة الإطار، متضمنًا تعديلات طفيفة وشكلية على النص الأساسي.
لكن ما يُنظر إليه دوليًا كـ"تعديلات غير جوهرية"، هو في الحقيقة بالنسبة لأهالي غزة جوهر الحياة والموت.
فتلك التعديلات تضمن:
منع تأبيد التجويع الجماعي عبر فتح المعابر بشكل فعّال ودائم.
عودة عشرات آلاف النازحين إلى مناطق سكناهم في شمال ووسط القطاع.
السماح للجرحى بالسفر للعلاج في الخارج، بعد شهور من نزيف بلا أفق.
إدخال المواد الإغاثية والطبية والوقود بشكل منظم ودون عراقيل إسرائيلية.
هي تعديلات تتعلق بكرامة الناس واستمرارية حياتهم، لا يمكن المرور عليها كأنها "تفصيل ثانوي".
معركة التفاصيل: من وقف النار إلى فك الحصار
في حال التوصل إلى اتفاق دون حسم هذه القضايا، سيكون ذلك بمثابة هدنة صفرية لا تغير من جوهر المأساة.
المعابر ليست قضية لوجستية بل بوابة الحياة لأكثر من مليون نازح.
الانسحابات من عمق غزة ليست بندًا تفاوضيًا بل شرط ضروري لأي تهدئة ذات معنى.
المساعدات الإنسانية لم تعد ترفًا بل ضرورة لإنقاذ مئات الآلاف من الجوع المحتم.
القبول بإطار دون ضمان هذه الحقوق، يُعيد إنتاج الحصار بطريقة جديدة، ويمنح الاحتلال فرصة لإدارة الأزمة بدلًا من تفكيكها.
بين السياسة والميدان: الوقت من دم
الزمن ليس عنصرًا محايدًا في غزة.
كل يوم تأخير في إنجاز اتفاق عادل، هو يوم إضافي من المعاناة، وجرح جديد يُضاف إلى جسد مثخن بالضربات.
ورغم التفهم التام لحالة الإنهاك والتعب الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة والشتات، لا بد من التأكيد على أن اللحظة حرجة وتتطلب وعيًا شعبيًا وضغطا نخبويًا نحو اتفاق لا يبيع الدماء مقابل أوهام.
صحيح أن وقف إطلاق النار خطوة ضرورية لإنهاء المجزرة الجارية، لكنها لن تكون كافية ما لم تضمن تفكيك بنية الحصار ورفع اليد العسكرية عن غزة.
أما "الورقة الإطارية" التي تنتظر بلورة نهائية، فلن تنجح ما لم تُترجم إلى ضمانات مكتوبة ومُراقبة التنفيذ، مع التزام دولي حقيقي لا مجرد بيانات.
القرار النهائي قد يتأجل أيامًا، وربما يرتبط فعلًا بلقاء نتنياهو – ترامب المرتقب، لكن الأهم من كل ذلك أن تكون المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يدركون أن الكفاح لا ينتهي بالتوقيع، بل يبدأ من اللحظة التي تُفرض فيها شروط البقاء بكرامة.










