تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن توقف معظم مركباتها عن تقديم الخدمات الإنسانية بسبب نقص حاد في قطع الغيار اللازمة للصيانة، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد استهداف المدنيين.

عجز شبه كامل في محافظتي غزة والشمال

في تصريح صحفي رسمي، أوضحت المديرية أن جميع مركبات الدفاع المدني في محافظتي غزة والشمال قد توقفت عن العمل بالكامل، باستثناء مركبة إطفاء واحدة فقط، وذلك بسبب عدم توفر قطع الغيار الضرورية لإصلاحها، ما أدى إلى شلل شبه كامل في عمليات الإنقاذ والإطفاء.

الوضع لا يقل خطورة في الجنوب

وفي المحافظات الجنوبية، لم يكن الوضع أفضل حالًا، حيث توقفت 3 مركبات إطفاء من أصل 6، و4 مركبات إسعاف من أصل 6 عن العمل في الوسطى وخان يونس ورفح، ما أدى إلى انخفاض القدرة على الاستجابة لنداءات الاستغاثة من قبل آلاف المواطنين المتضررين من القصف والحصار.

العدوان المتصاعد يعقّد عمليات الإنقاذ

وأكدت المديرية أن هذا العجز الخطير يأتي في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وتحديدًا مع تضييق الاحتلال لما يسمى بالمنطقة الإنسانية، ما يجعل عمليات الإنقاذ والإطفاء شبه مستحيلة، ويضاعف من معاناة المدنيين العزل.

مناشدة عاجلة للأمم المتحدة للتدخل

دعت مديرية الدفاع المدني الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية إلى التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بإدخال قطع الغيار والمعدات اللازمة، لإنقاذ ما تبقى من مركبات الإسعاف والإطفاء، التي تُعد شريان الحياة الوحيد في ظل استمرار العدوان.

تحذيرات من كارثة وشيكة بسبب تجاهل دولي

كما حذّرت المديرية من أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لهذه الأزمة وعدم الضغط الفعّال على الاحتلال، سيؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، حيث تتعرض المدينة لـحرب إبادة مستمرة منذ أشهر طويلة، دون أي رادع أو تحرك دولي جاد.

إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر 2023

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي واضح، تنفيذ إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل الممنهج، والتجويع، والتهجير القسري، والتدمير الواسع للبنية التحتية، في تحدٍ صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت هذه الجرائم حتى الآن عن 194 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إلى جانب مجاعة حادة أودت بحياة كثيرين، وسط دمار شبه كامل للبنية الصحية والخدمية في القطاع.

بين عجز الدفاع المدني، وتواطؤ المجتمع الدولي، وجرائم الاحتلال المتواصلة، يُترك سكان غزة يواجهون الموت بكل أشكاله، في ظل صمت عالمي يخالف كل المبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية.