دعوات لوقف الحرب ورفع الحصار

الحوثيون يعلنون استهداف مطار اللد بصاروخ فرط صوتي "فلسطين 2"

profile
  • clock 17 أغسطس 2025, 7:19:17 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صاروخ فرط صوتي "فلسطين 2"

محمد خميس

أعلن يحيى سريع، الناطق العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اليوم الأحد، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، مستخدمين صاروخًا باليستيًا فرط صوتيًا يحمل اسم "فلسطين 2".

صاروخ "فلسطين 2" وإصابة دقيقة للهدف

وأوضح سريع في بيانه أن العملية حققت هدفها بدقة عالية، حيث أصاب الصاروخ المطار بشكل مباشر، ما تسبب في حالة من الذعر والفزع بين المستوطنين دفعت ملايين منهم إلى الملاجئ. كما أدت الضربة إلى تعليق حركة الطيران في المطار، وهو ما يُظهر تصاعد قدرات الحوثيين العسكرية في استخدام الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي يصعب على أنظمة الدفاع الجوي اعتراضها.

العملية رسالة لدعم غزة

وأكد الناطق العسكري أن هذه العملية تأتي في سياق الرد على ما يشهده قطاع غزة منذ ما يقارب العامين من جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق. وأضاف أن استهداف مطار اللد هو رسالة واضحة بأن دماء الفلسطينيين والعرب والمسلمين لن تبقى رخيصة، وأن استمرار العدوان على غزة لن يمر دون رد.

استمرار العمليات حتى رفع الحصار

شدد سريع على أن جماعته ماضية في تنفيذ المزيد من العمليات، قائلاً: "مستمرون بعون الله في تأدية واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة". وبذلك، يربط الحوثيون بشكل واضح بين تصعيدهم العسكري في البحر الأحمر والأراضي المحتلة وبين الدفاع عن غزة في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عامين.

جرائم الاحتلال في غزة: أرقام صادمة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين في غزة، أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 217 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وجود نحو 9 آلاف مفقود ما زال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض. كما تسبب القصف والحصار في نزوح مئات الآلاف من السكان الذين يعيشون اليوم أوضاعًا إنسانية كارثية.

مطار اللد: شريان استراتيجي

يُعد مطار اللد (مطار بن غوريون) أكبر مطار إسرائيلي ومركزًا رئيسيًا لحركة الطيران المدني والدبلوماسي. واستهدافه بصاروخ باليستي فرط صوتي يُمثل ضربة استراتيجية مؤلمة لـ "إسرائيل"، كونه يشكل بوابة الدخول والخروج الأساسية للمسافرين والشحنات الجوية. كما يعكس قدرة الحوثيين على نقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي، وهو ما قد يفتح مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي.

ردود الفعل المتوقعة

في مثل هذه العمليات، عادة ما تسعى "إسرائيل" إلى التقليل من شأن الخسائر، لكن الأثر المباشر على حركة الطيران وتعليق الرحلات الجوية يُظهر حجم الارتباك الذي سببه الهجوم. ويتوقع مراقبون أن تؤدي هذه الضربة إلى زيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا، وربما استدعاء رد عسكري أو سياسي ضد الحوثيين وحلفائهم في المنطقة.

البعد الإقليمي للصراع

هذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها الحوثيون عمليات ضد أهداف إسرائيلية أو مرتبطة بحركة الملاحة في البحر الأحمر، إذ سبق أن استهدفوا سفنًا إسرائيلية وأمريكية دعمًا لغزة. ومع استخدام صاروخ "فلسطين 2" فرط الصوتي، تدخل الجماعة مرحلة جديدة من التصعيد، قد تجعل من المطارات والمنشآت الحيوية الإسرائيلية أهدافًا مشروعة في العمليات المقبلة.

دعوات لوقف الحرب ورفع الحصار

في المقابل، تتواصل الدعوات الدولية لوقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وسط تحذيرات من انهيار كامل للقطاع في حال استمرار القصف وانعدام المساعدات الإنسانية. وتؤكد منظمات حقوقية أن ما يجري في غزة يمثل أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، وأن تجاهل المجتمع الدولي لتداعياتها يفاقم معاناة المدنيين الأبرياء.

إن استهداف الحوثيين لمطار اللد بصاروخ "فلسطين 2" فرط الصوتي يمثل تطورًا عسكريًا لافتًا، يعكس تضامنهم مع غزة ورسالة مباشرة بأن الحرب على الفلسطينيين ستجلب تداعيات إقليمية واسعة. وبينما يواصل الاحتلال ارتكاب جرائمه ضد المدنيين في غزة، يبدو أن المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التوتر والتصعيد العسكري، ما يضع المنطقة أمام مستقبل غامض ما لم يتحقق وقف فوري للحرب ورفع الحصار.

التعليقات (0)