تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنذارًا عاجلًا بإخلاء خمسة مربعات سكنية في مناطق مختلفة من شرق مدينة غزة، تشمل أجزاء من أحياء التفاح، الدرج، والبلدة القديمة، في تصعيد يُنذر بتوسيع العمليات العسكرية نحو مركز المدينة المكتظ بالمدنيين.

وجاء في بيان الاحتلال، عبر الصفحة الرسمية للناطق باسمه: "إلى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة، في حيي التفاح والدرج والبلدة القديمة، في المربعات 602، 699، 715، 716، 717.. أخلوا فورًا جنوبًا إلى منطقة المواصي."

وأُرفق التحذير بخريطة توضح المناطق المستهدفة بـاللون الأحمر، مع تحذير شديد اللهجة من العودة إلى هذه المناطق في ظل استعدادات واضحة لتوسيع العدوان البري والجوي.

تهجير قسري جديد يهدد وسط غزة

تُعد هذه الإنذارات مقدمة لموجة تهجير قسري جديدة، تطال أحياء كثيفة السكان وتُهدد بمضاعفة أعداد النازحين، في وقت يعاني فيه سكان منطقة المواصي من أوضاع إنسانية بالغة القسوة، في ظل غياب البنية التحتية وانتشار المجاعة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتهجير المدنيين، وتحويل مناطق مدنية مأهولة إلى "مناطق عمليات عسكرية"، بما يخالف القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان.

حصيلة كارثية لحرب الإبادة

منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال، بدعم أميركي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، راح ضحيتها حتى الآن:

أكثر من 191,000 فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

أكثر من 11,000 مفقود.

مئات الآلاف من النازحين، وسط دمار شبه شامل للقطاع.

تحذيرات حقوقية من كارثة إنسانية أكبر

وتحذر منظمات إنسانية دولية من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة المدنية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن استخدام الإخلاءات العسكرية كغطاء لاستهداف المدنيين يمثل جريمة حرب موثقة.

وتطالب مؤسسات حقوقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة، ومحاسبة الاحتلال على أفعاله التي تخالف جميع المواثيق الدولية.