قنبلة أميركية تُسقط هدنة المدنيين في لحظة واحدة

غارة على “الباقة”: حين تحوّل الاحتلال المقهى إلى مقبرة جماعية

profile
  • clock 3 يوليو 2025, 12:50:13 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

 

في مشهد يختصر المأساة، تحوّلت جلسة مسائية على شاطئ غزة إلى مجزرة مفتوحة، بعدما ألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي،  قنبلة أميركية الصنع من طراز MK-82 على مقهى “الباقة”، لتُزهق أرواح أكثر من 34 مدنيًا وتحوّل المكان إلى ركام وأشلاء وصور باهتة من ذاكرة ملطخة بالدم.

المقهى الذي كان متنفسًا لأهالي غزة على حافة البحر، حيث تختلط رائحة القهوة بأنفاس الموج، لم يكن يحوي سوى أطفال وعائلات تحاول سرقة لحظة هدوء من فم المجزرة. لكن القنبلة التي لا تعرف المقاهي ولا الحياة، قررت غير ذلك.

قنبلة موجهة… ضد أرواح غير مبررة

بحسب تحقيق نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أكد خبراء ذخائر دوليون أن القنبلة المستخدمة مخصصة لتدمير التحصينات العسكرية، لا المنشآت المدنية. ورغم غياب أي مؤشرات على نشاط مسلح في المنطقة، اختار الاحتلال إسقاطها على مبنى خشبي مكون من طابقين يرتاده المدنيون.

وقال الخبير د. أندرو فورد من جامعة دبلن إن الغارة تمثل "استهتارًا فاضحًا بقواعد الحرب"، مضيفًا أن "أي مبرر عسكري مزعوم لا يصمد أمام حجم المجزرة".

ضحايا لا ذنب لهم… سوى أنهم فلسطينيون

بين الشهداء: طفل في الرابعة من عمره كانت عائلته تحتفل بنجاتهم من غارة سابقة

ربة منزل خرجت لالتقاط صور الغروب

مخرج سينمائي كان يعدّ فيلمًا عن الحياة تحت الحصار، فصار وثيقة أخرى في أرشيف الموت

أما الجرحى، فغالبيتهم من الأطفال والنساء، من بينهم فتاة في الثانية عشرة فقدت ساقيها، وفتى في الرابعة عشرة يصارع الموت في العناية المركزة، بينما تبحث عائلته عن جثمان شقيقه الأصغر تحت الأنقاض.

الصمت الدولي يعمّق الجرح

الغارة على “الباقة” ليست استثناءً، بل استمرار لنمط ثابت: مستشفيات، مدارس، مخابز، مخيمات نازحين… جميعها أهداف متكررة، تتلقى ذات القنابل وتمرّ بذات المسار: قصف، إنكار، تبرير، ثم صمت مدوٍ.

ويحذر الخبير القانوني مارك شاك من جامعة كوبنهاغن من أن عدم التحقيق في الجريمة وغياب المحاسبة الدولية يعني أننا "أمام مجزرة ذات طابع إجرامي تتطلب محاكمة ومحاسبة".

من المقهى إلى المحكمة… هل يتحرك العالم؟

ما حدث في مقهى "الباقة" ليس مجرد حادث عرضي، بل صفعة في وجه القانون الدولي، وإدانة جديدة لسجل المجتمع الدولي الذي يتراكم فيه الإفلات من العقاب.

إذا لم تُفتح ملفات التحقيق، وإذا لم تُحاسب الدول الممولة والمغطية سياسيًا، فإن "الباقة" لن تكون الأخيرة، وسيتحول كل مكان آمن في غزة إلى هدف محتمل.

غزة تحترق… والعالم يشاهد

تواصل قوات الاحتلال، بدعم أميركي، تنفيذ جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حتى الآن عن:

57,130 شهيدًا

135,173 مصابًا

أكثر من 11 ألف مفقود

ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة ودمار شامل.

في غزة، لا تحتاج المجازر إلى مبررات، فهي تتكرر فقط لأن العالم يسمح بذلك.

التعليقات (0)