تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، اليوم الإثنين، أن منظومة الغذاء في قطاع غزة تعاني انهيارًا شاملاً، مشددًا على أن استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية بالتزامن مع اشتداد المجاعة يعني قتل المزيد من الأرواح، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الغذائية غير المسبوقة بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر 2023.

المجاعة تزداد والأطفال في خطر

وفي تحديث نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، كشف المكتب أن الأسر الفلسطينية تُجبر على المخاطرة بحياتها فقط للحصول على الطعام، مشيرًا إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت بين الأطفال، فيما يوشك حليب الرضع على النفاد، ما يعرض حياة آلاف الأطفال الرضع لخطر الموت البطيء.

غوتيريش غاضب من تفاقم الكارثة الإنسانية

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن استيائه الشديد من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، مجددًا دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مطالبًا بالإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.

الأراضي الزراعية.. من الإنتاج إلى الرماد

وفي مؤشر إضافي على حجم الكارثة، كشفت بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حتى يوليو 2025، أن ما لا يقل عن 61.5% من الأراضي الزراعية في خان يونس دُمّرت أو أصبحت غير صالحة للزراعة، ما يمثل خسارة فادحة في الركيزة الأساسية للأمن الغذائي.

وتُظهر الشهادات الميدانية أن آلاف المزارعين باتوا نازحين بلا أرض ولا مأوى، في حين تؤكد وكالة "أونروا" أن 85% من مساحة قطاع غزة تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو خاضعة لأوامر بالإخلاء.

دمار ممنهج يهدد الأمن الغذائي

وبحسب “الفاو”، فإن أكثر من 80% من الأراضي الزراعية في غزة تعرّضت لأضرار مباشرة، بينما توقفت 82.8% من آبار الري عن العمل، ودُمّرت 71.2% من الدفيئات الزراعية، في سياق حملة تدمير ممنهجة تستهدف كافة سبل العيش.

وفي محافظة خان يونس وحدها، دمّر الاحتلال حوالي 2,600 هكتار من الأراضي المزروعة، ما أدى إلى فقدان القدرة على الوصول إلى غالبية المناطق الزراعية بفعل الحصار أو الخطر العسكري المباشر.

غزة تفقد مخزونها الزراعي والدواجن

الخبير الزراعي والبيئي، نزار الوحيدي، أكد أن خان يونس، التي كانت سابقًا تمثل الخزان الزراعي لقطاع غزة، لم تعد قادرة على تأمين الحد الأدنى من المنتجات الغذائية. وقال في تصريح لصحيفة "فلسطين": "الشق الشرقي من المحافظة تعرض لتجريف كلي، بينما توقف الشق الغربي بفعل النزوح، أما منطقة المواصي، التي كانت مركزًا رئيسيًا لتربية الدواجن، فقد تعرضت لتدمير هائل"، محذرًا من نقص خطير في البروتين الحيواني.

أرقام مرعبة من برنامج الأمن الغذائي العالمي

ووفقًا لبيانات برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، فإن 93% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة:

12% يعيشون حالة "كارثة غذائية" (المرحلة الخامسة).

44% في حالة "طوارئ غذائية" (المرحلة الرابعة).

ويُعزى ذلك بشكل مباشر إلى الدمار الهائل في قطاع الزراعة وتوقف سلاسل الإمداد بسبب الاحتلال، ما دفع غزة إلى حافة انهيار غذائي شامل.