تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة تعكس استمرار الدعم الإنساني الأردني لأهالي قطاع غزة، أعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، اليوم الأربعاء، عن استئناف إرسال القوافل الإغاثية بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بهدف التخفيف من معاناة المدنيين جراء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

40 شاحنة مساعدات إنسانية إلى شمال غزة

وقالت الهيئة، في بيان رسمي، إن قافلة مكونة من 40 شاحنة محملة بالمواد الغذائية الأساسية انطلقت باتجاه شمال قطاع غزة، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP). ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود الإنسانية المستمرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني لدعم الشعب الفلسطيني.

وأوضحت الهيئة أن توزيع المساعدات سيتم بالتنسيق مع الشركاء المحليين داخل القطاع لضمان وصول الدعم الغذائي إلى الأسر الأكثر تضررًا.

التزام أردني ثابت تجاه الشعب الفلسطيني

من جانبه، أكد الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي، أن استئناف تسيير القوافل الإغاثية يعكس "التزام الأردن الثابت، بقيادة جلالة الملك، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته".

وشدد الشبلي على أهمية الشراكة مع برنامج الغذاء العالمي، خاصة في ظل التدهور الحاد في الأمن الغذائي داخل غزة، مبينًا أن الهيئة كانت تعمل بشكل يومي خلال الفترة الماضية على تنفيذ مشاريع غذائية متعددة، منها المخابز والتكايا وتوزيع الطعام والمياه النقية.

تنسيق دولي لضمان إيصال الإغاثة

وتواصل الهيئة، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية والمنظمات الدولية، جهودها لضمان استمرارية إيصال المساعدات الإغاثية، بما يتماشى مع الاحتياجات الميدانية المتزايدة، في محاولة للتخفيف من المعاناة التي يعيشها السكان المدنيون في غزة.

هذا العمل الإنساني يعكس التزام الأردن العميق بالقضايا العربية، ويؤكد دوره المحوري في دعم الشعب الفلسطيني في وقت يتعرض فيه لأحد أعنف أشكال العدوان في العصر الحديث.

إبادة جماعية مستمرة في غزة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، شنّ حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، تشمل القتل، التجويع، التدمير والتهجير القسري، رغم النداءات الدولية المتكررة، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية لوقف العدوان.

وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد وإصابة نحو 195 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، وسط مجاعة حصدت أرواح العديد، إضافة إلى دمار هائل طال البنية التحتية والمرافق المدنية.

في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، تبرز المبادرات الأردنية كأحد أشكال الدعم الحقيقي والمستمر للشعب الفلسطيني، فيما يبقى المجتمع الدولي مطالبًا باتخاذ خطوات فعلية لوقف الجرائم المستمرة وضمان إيصال المساعدات بشكل عاجل ومنتظم.