-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
كمبوديا تدعو لوقف فوري لإطلاق النار مع تايلاند بعد مقتل 32 شخصًا
اشتباكات دامية على الحدود
كمبوديا تدعو لوقف فوري لإطلاق النار مع تايلاند بعد مقتل 32 شخصًا
-
26 يوليو 2025, 3:33:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وكالات
دعت كمبوديا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار مع تايلاند، في وقتٍ دخلت فيه الاشتباكات الحدودية الدامية يومها الثالث، وسط تصاعد القلق الإقليمي والدولي من توسع النزاع.
وقال سفير كمبوديا لدى الأمم المتحدة، شيا كيو، عقب اجتماع طارئ مغلق عُقد في نيويورك مساء الجمعة، إن بلاده "تطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وتدعو إلى حل سلمي للنزاع". وجاء ذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا – 19 في تايلاند، بينهم 13 مدنيًا، و13 في كمبوديا، بينهم 8 مدنيين – وإصابة عشرات آخرين، في أعنف تصعيد حدودي منذ أكثر من عقد.
أما السفير التايلاندي لدى الأمم المتحدة، شيردتشاي شايفايفيد، فقد دعا كمبوديا إلى "وقف كل الأعمال العدائية فورًا، واستئناف الحوار بحسن نية"، في حين ناشد الأمين العام للأمم المتحدة الطرفين "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
اتهامات متبادلة وتدهور سريع
بدأت الاشتباكات الخميس الماضي بعد تدهور نزاع حدودي مزمن بين البلدين، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية والطائرات في الهجوم، بحسب ما نقلته مصادر حقوقية في إقليم سيستان-بلوشستان الكمبودي. وتقول كمبوديا إن الجيش التايلاندي أطلق خمس قذائف مدفعية على أراضيها جنوبًا، بينما تتهم تايلاند كمبوديا بشن هجوم في مقاطعة ترات المحاذية، وتؤكد أن قواتها البحرية صدّت "تسللًا" في وقت مبكر من صباح السبت.
ووفقًا لوزارة الدفاع الكمبودية، فإن الهجوم كان "عدوانًا متعمدًا وغير مبرر"، بينما قالت بانكوك إن الرد جاء على ألغام أرضية زُرعت حديثًا وأصابت جنودها، وهي تهمة تنفيها كمبوديا.
آلاف النازحين وتضرر المنشآت المدنية
أعلنت وزارة الصحة التايلاندية إجلاء أكثر من 138 ألف شخص من مناطقها الحدودية، حيث لجأت العائلات إلى المدارس والمعابد ومراكز الإيواء. وفي كمبوديا، قالت السلطات إن 23 ألف شخص على الأقل نزحوا من المناطق القريبة من الجبهة.
وتقول بانكوك إن كمبوديا قصفت مستشفى ومحطة وقود، متهمة إياها باستهداف بنى تحتية مدنية، فيما اتهمت بنوم بنه تايلاند باستخدام ذخائر عنقودية.
وحذّر القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي، فومثام ويتشاياتشاي، من أن التصعيد قد "يتطور إلى حرب"، مؤكدًا في تصريحات من بانكوك أن الجيش يتحرك "لحماية السيادة الوطنية".
وساطات إقليمية وقلق دولي
أبدت ماليزيا، التي تترأس الكتلة الإقليمية التي تضم البلدين، استعدادها للوساطة، كما عبّرت كل من الولايات المتحدة والصين عن قلقهما من تفاقم الوضع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية، نيكورنديج بالانكورا، لوكالة فرانس برس إن بلاده منفتحة على الحوار، "سواء عبر قنوات دبلوماسية مباشرة أو من خلال وساطة ماليزيا"، لكنه أشار إلى أن "كمبوديا لم ترد حتى الآن".
خلفية النزاع: خرائط استعمارية وصراعات عائلية
يرجع الخلاف الحدودي بين البلدين إلى أكثر من قرن، حيث تتنازعان مناطق عدة بطول 800 كيلومتر على خلفية خرائط استعمارية غامضة. وقد شهدت المنطقة مواجهات دامية بين 2008 و2011، خلّفت 28 قتيلًا ونزوح الآلاف.
غير أن النزاع هذه المرة تفاقم بسبب صراع شخصي بين والدَي رئيسَي الوزراء في البلدين. فكمبوديا يحكمها حاليًا هون مانيه، نجل الزعيم الأوتوقراطي السابق هون سين، في حين تتولى بايتونغتارن شيناواترا، ابنة رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا، رئاسة الحكومة في بانكوك منذ 2024.
وكانت العلاقة بين هون سين وتاكسين ودية في السابق، إلا أنها تحوّلت إلى عداء علني، تبادل فيه الطرفان الشتائم والاتهامات عبر وسائل التواصل، ما ألقى بظلاله على الأزمة الراهنة.
وزار تاكسين مقاطعة أوبون راتشاتاني السبت، حيث نفى أن يكون الخلاف العائلي هو سبب المواجهات، واصفًا أفعال كمبوديا بأنها "مروّعة"، مؤكدًا أن القصف التايلاندي كان يستهدف فقط المواقع العسكرية و"وفق قواعد صارمة".

.jpg)







