الاحتلال يستهدف الأطفال في غزة بشكل متكرر

استهداف الطفلة آمنة المفتي في غزة: جريمة جديدة بحق الطفولة الفلسطينية

profile
  • clock 17 أغسطس 2025, 6:45:28 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
استهداف الطفلة آمنة المفتي في غزة

محمد خميس

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، عن تفاصيل مروّعة لمقتل الطفلة الفلسطينية آمنة أشرف المفتي (11 عامًا) في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الأطفال والمدنيين في القطاع المحاصر.

الطفلة آمنة ضحية رصاص مباشر بلا اشتباك

بحسب التقرير، فقد استشهدت آمنة أثناء محاولتها تعبئة المياه من صنبور قريب من منزلها، في وقت تعاني فيه غزة من انقطاع المياه الواسع نتيجة الحصار والدمار المتواصل للبنية التحتية. وأكد المرصد أن الرصاص أُطلق نحوها بشكل مباشر، دون أن يكون هناك أي اشتباك مسلح أو نشاط عسكري في محيط المكان، وهو ما يعزز فرضية الاستهداف المتعمد للطفلة التي كانت تقوم بعمل إنساني بحت.

الاحتلال يستهدف الأطفال في غزة بشكل متكرر

المرصد حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة، موضحًا أن هذه الحادثة ليست استثناءً، بل تأتي ضمن سياق واسع من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال الفلسطينيين. وتشير الإحصاءات إلى أن آلاف الأطفال قضوا منذ بداية العدوان على غزة، في انتهاك صارخ لـ القانون الدولي الإنساني ولاتفاقية حقوق الطفل التي تنص على حماية الصغار في أوقات النزاعات المسلحة.

معاناة مضاعفة: استهداف العائلة وانعدام الخدمات

ولفت المرصد إلى أن الاحتلال كان قد قتل والدة الطفلة آمنة وشقيقها في 17 أيار/مايو 2025 أثناء محاولتهما النزوح، لتصبح الأسرة شاهدة على مأساة مضاعفة تجسد معاناة الفلسطينيين في غزة. ويبرز هذا الحادث حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال هناك، حيث يواجهون في آنٍ واحد الخطر المباشر من القصف والاستهداف، والانهيار شبه التام في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها مياه الشرب والكهرباء والرعاية الصحية.

جريمة حرب وفق القانون الدولي

أكد التقرير أن قتل الطفلة آمنة يعد انتهاكًا فجًا للقانون الدولي، لاسيما اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين، وكذلك اتفاقية حقوق الطفل التي تكفل لكل طفل الحق في الحياة والأمان. واعتبر المرصد أن هذه الجريمة تمثل نموذجًا واضحًا لما يمكن توصيفه بـ جريمة حرب تستوجب التحقيق والمحاسبة الدولية.

دعوة للتحرك الدولي العاجل

وطالب المرصد بتحرك دولي عاجل ومستقل من أجل التحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها، مشددًا على ضرورة وقف الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين ولا سيما الأطفال. كما دعا إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا، وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون قيود.

أرقام صادمة لضحايا غزة

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، حربه على قطاع غزة، والتي خلفت حتى اليوم أكثر من 217 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود ما زال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض، بجانب مئات آلاف النازحين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية في مراكز الإيواء أو في العراء.

الطفولة الفلسطينية بين الرصاص والجوع والعطش

حادثة مقتل الطفلة آمنة المفتي تكشف بوضوح أن الطفولة الفلسطينية تعيش بين مطرقة الرصاص وسندان الحصار. فالأطفال في غزة لا يواجهون فقط خطر القصف المباشر، بل يعانون أيضًا من الجوع والعطش ونقص الأدوية، ما يجعل حياتهم اليومية معركة من أجل البقاء.

الحاجة إلى عدالة حقيقية لا بيانات شجب

ويرى مراقبون أن تكرار هذه الجرائم في ظل صمت المجتمع الدولي وتحركه الخجول يعزز ثقافة الإفلات من العقاب لدى الاحتلال. فالمطلوب اليوم ليس فقط بيانات شجب واستنكار، بل تحرك قضائي وقانوني جاد يضمن محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب بحق الفلسطينيين، ويعيد الأمل لأطفال غزة في حياة آمنة وكريمة.

التعليقات (0)