تكبير الخط تصغير الخط

سجلت أسعار الذهب قفزة قوية تجاوزت 2% اليوم الإثنين، مدعومة بعدة عوامل رئيسية أبرزها تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة، في ظل ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من الأسبوع.

الذهب يتخطى حاجز 3300 دولار للأوقية

بحسب ما أوردته وكالة رويترز، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.3% ليصل إلى 3315.62 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما قفزت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 2.5% إلى 3324.50 دولار.
هذا الارتفاع اللافت يعكس استمرار حالة القلق في الأسواق العالمية، وهو ما عزز بدوره الإقبال على الذهب كملاذ آمن تقليدي خلال أوقات الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية.

تراجع الدولار يعزز مكاسب المعدن الأصفر

في المقابل، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، ما ساهم في رفع جاذبية الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأجنبية الأخرى.
يُذكر أن العلاقة العكسية بين الدولار وأسعار الذهب تظل أحد المحركات المهمة لتحركات المعدن النفيس، إذ إن انخفاض الدولار يجعل الذهب أرخص للمشترين من خارج الولايات المتحدة.

توترات تجارية جديدة في الأفق

وفي تطور سياسي قد يزيد من تقلبات السوق، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، دون تقديم تفاصيل إضافية حول آليات التنفيذ، ما أثار مخاوف جديدة بشأن احتمالات نشوب حرب تجارية عالمية قد تلقي بظلالها على الأسواق المالية

ترقب لاجتماع الفيدرالي.. والأسواق تترقب

من جانب آخر، تترقب الأسواق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، وسط توقعات قوية بأن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير، ضمن نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، وهو المستوى الذي لم يتغير منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال جيم ويكوف، كبير المحللين في "كيتكو ميتالز"، إن "الطلب على الذهب كملاذ آمن لا يزال يتدفق، ومن المرجح أن نرى تداول الذهب فوق حاجز 3 آلاف دولار في المدى القريب". كما أشار إلى أن الأنظار ستتجه نحو تعليقات رئيس الفيدرالي جيروم باول، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي إشارات على تغييرات مستقبلية في السياسة النقدية.

بنك غولدمان ساكس يتوقع استمرار تفوق الذهب

وفي سياق متصل، نشر بنك غولدمان ساكس مذكرة تحليلية توقّع فيها استمرار تفوق الذهب على الفضة في الأداء، مستندًا إلى عدة عوامل أبرزها تباطؤ إنتاج الطاقة الشمسية في الصين، ومخاطر الركود في الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب في عام 2025.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

وفي بقية المعادن النفيسة، حققت الفضة ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتسجل 32.39 دولار للأوقية، كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% إلى 963.76 دولار. بالمقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 947.15 دولار.

ومع هذه التحركات في السوق، يبقى الذهب في مركز الاهتمام كأداة تحوط فعالة ضد التوترات السياسية والاقتصادية، في وقت لا تزال فيه الرؤية المستقبلية للأسواق غير واضحة بالكامل.