تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن سلطات الاحتلال اضطرت إلى إجلاء موظفي سفارتها في العاصمة اليونانية أثينا، بعد اندلاع احتجاجات شعبية واسعة ضد الكيان الصهيوني. وأوضحت الصحيفة أن المظاهرات التي اجتاحت محيط السفارة جاءت تعبيراً عن رفض الشارع اليوناني للجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء، في ظل الحصار الخانق والقصف المتواصل.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الانتقادات داخل الكيان الصهيوني نفسه، حيث حذر زعيم المعارضة يائير لابيد من أن السياسات التي تنتهجها حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو ستؤدي إلى موت جميع الأسرى المحتجزين في غزة جوعاً وتحت الضرب والتعذيب. وأضاف لابيد أن استمرار العمليات العسكرية في القطاع يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، مشيراً إلى أن الحكومة تتجاهل هذه الحقيقة في سبيل تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية متطرفة.

ويعكس هذا التصريح حجم الانقسام الداخلي في الكيان الصهيوني، حيث تتزايد الأصوات المعارضة للعدوان على غزة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على المستوى الإنساني والأمني. ويرى مراقبون أن حكومة الاحتلال تسير نحو مزيد من التصعيد، متجاهلة الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، ومستمرة في تنفيذ عمليات عسكرية عشوائية تستهدف البنية التحتية والمنازل السكنية، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين.

وتشهد عدة عواصم أوروبية مظاهرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بوقف الدعم الدولي للكيان الصهيوني، في ظل ما وصفه ناشطون بأنه تواطؤ دولي مع جرائم الاحتلال. ويؤكد المحتجون أن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع، بل عدوان ممنهج يهدف إلى تهجير السكان وتدمير الحياة في القطاع المحاصر.

ويبدو أن عزلة الكيان الصهيوني تتسع يوماً بعد يوم، مع تصاعد الغضب الشعبي العالمي، وتزايد الضغوط على الحكومات الغربية لإعادة النظر في علاقاتها مع حكومة الاحتلال، التي تواصل تجاهل القانون الدولي وحقوق الإنسان في سبيل فرض واقع استيطاني جديد على الأرض الفلسطينية.