تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة قدمت مسودة جديدة تتضمن خارطة طريق تبدأ بمقترح أمني يعرف باسم "ويتكوف"، وتنتهي بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 680 يومًا، والتي خلّفت عشرات آلاف الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وبحسب ما أوردته قناة "كان 11" الإسرائيلية، فإن المسودة الأمريكية نوقشت خلال اجتماعات مغلقة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وتُعد جزءًا من جهود واشنطن لإعادة إحياء المسار السياسي المتعثر، وسط تصاعد العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع، واستمرار عمليات القصف والتدمير الواسع للبنية التحتية المدنية.

بنود المسودة: الأمن أولًا ثم التهدئة

تشير التقارير إلى أن مقترح "ويتكوف" يتضمن ترتيبات أمنية أولية تشمل وقف مؤقت للعمليات العسكرية، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية خارج المناطق السكنية، يليها تنفيذ خطوات إنسانية عاجلة، مثل إدخال المساعدات، وتسهيل عمل المنظمات الدولية، تمهيدًا للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتتضمن المسودة أيضًا آلية للإفراج التدريجي عن الأسرى والمعتقلين، وتشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ البنود، على أن يتم إشراك أطراف إقليمية في ضمان الاستقرار.

ردود فعل متباينة داخل إسرائيل

ورغم أن المسودة لم تُعلن رسميًا، إلا أن مصادر إسرائيلية أفادت بأن بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية يبدون تحفظًا على البنود المتعلقة بوقف إطلاق النار الدائم، معتبرين أنها "تُقيّد حرية الجيش في مواصلة العمليات ضد حماس"، فيما يرى آخرون أن المقترح الأمريكي "فرصة لتخفيف الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل".

وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يرفض المسودة بشكل قاطع، لكنه طالب بتعديلات تضمن "أمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية"، وفق تعبيره.

استمرار العدوان وارتفاع حصيلة الضحايا

يأتي طرح المسودة الأمريكية في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 61,800 منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وسط انهيار كامل للقطاع الصحي، وتفاقم أزمة المجاعة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

المسودة الأمريكية تمثل محاولة جديدة لكبح جماح التصعيد العسكري، وفتح نافذة نحو حل سياسي يضع حدًا للكارثة الإنسانية في غزة. وبين تحفظات إسرائيلية وآمال فلسطينية، يبقى مستقبل التهدئة مرهونًا بمدى جدية الأطراف الدولية في فرض وقف حقيقي للعدوان، وإنهاء الاحتلال الذي يقف خلف كل هذه المآسي.