-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
إسرائيل في مهب الأزمات: مأزق حكومي داخلي وفوضى في غزة تهدد بانفجار إقليمي
المشهد الإسرائيلي
إسرائيل في مهب الأزمات: مأزق حكومي داخلي وفوضى في غزة تهدد بانفجار إقليمي
-
1 يونيو 2025, 5:52:44 م
-
458
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد الإسرائيلي
✍️ إعداد: رامي أبو زبيدة – رئيس التحرير
في ظل استمرار المعارك في قطاع غزة، وتزايد حدة الأزمات السياسية داخل إسرائيل، تتفاعل ساحات القرار والمؤسسات الأمنية والإعلام العبري مع جملة تطورات داخلية وخارجية. يتناول "تقرير المشهد الإسرائيلي" الصادر عن موقع 180 تحقيقات لهذا اليوم، الأحد 1 يونيو 2025، أبرز ما جاء في الإعلام العبري ضمن أربعة محاور رئيسية:
الشأن العسكري والميداني، الشأن الإسرائيلي الداخلي، الشأن الدولي، وآراء وتحليلات إسرائيلية.
أولاً: الشأن العسكري والميداني
▪️ غزة على حافة الفوضى
صحيفة معاريف تنقل تخوفًا متزايدًا داخل المؤسسة الأمنية من انفجار الوضع في غزة، بعد انهيار “حاجز الخوف” من حماس، واحتمال انهياره أيضًا تجاه الجيش الإسرائيلي، مما قد يُفجّر انتفاضة شعبية عارمة ضد القوات الإسرائيلية، تضاف إليها مشاهد المجاعة والفوضى التي وصفها الجيش بأنها “صومالية النمط”.
▪️ عودة العشائر المسلحة كلاعب ميداني
بحسب موقع والا العبري، فقد استعادت العشائر نفوذها المسلح في مناطق عديدة من غزة، في ظل ضعف حماس وتقدم القوات الإسرائيلية، وهي تمارس أعمال نهب ومواجهات مسلحة مع عناصر أمنية تابعة لحماس. من أبرز العشائر: أبو شباب، دغمش، أبو طير، الكشك، وبركة. بعضها مرتبط بتهريب الأسلحة والمخدرات، وبعضها يخوض معارك مباشرة للنفوذ.
▪️ مخاوف من ضياع مسار التفاوض حول الأسرى
يديعوت أحرونوت تنقل عن ضباط كبار أن انهيار حماس سيعقّد فرص التفاوض حول الأسرى، وقد يؤدي لفقدان الأطراف القادرة على إبرام صفقة أو حتى تحديد مصير المحتجزين، وسط فوضى غير مسبوقة في غزة.
▪️ اتهامات أمنية داخلية
يسرائيل هيوم تشير إلى تقديم لائحة اتهام بحق إسرائيليين نقلوا مواد مزدوجة الاستخدام إلى مناطق السلطة خلال الحرب، استُخدمت لاحقًا في تصنيع عبوات ناسفة.
ثانيًا: الشأن الإسرائيلي الداخلي
▪️ قانون التجنيد وأزمة الحريديم
وفق معاريف، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستثمر الانقسامات داخل التيارات الحريدية لمواجهة التهديدات بانسحابهم من الحكومة، رغم اعتراضهم القاطع على مسودة قانون التجنيد الجديد. ويُرجّح تأجيل أي انتخابات حتى شتاء 2026، ما لم تحدث تغييرات كبرى.
▪️ بن غفير: "حماس يجب قتلها، لا التفاوض معها"
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هاجم اقتراح وقف إطلاق النار، معتبرًا أنه فرصة لحماس لإعادة تسليح نفسها، داعيًا إلى تصفيتها، ومؤكدًا أن القلق لا يجب أن يكون على المخطوفين فقط، بل على الجنود والمواطنين الإسرائيليين.
▪️ أصوات داخلية تدعو لإنهاء الحرب
النائب رون بن باراك دعا لإنهاء الحرب وعدم تجاهل إمكانية ترميم حماس، مؤكدًا عدم وجود شيء اسمه "نصر مطلق". أما ميراف كوهن فرأت أن صفقة الأسرى المرحلية مشهد سياسي قاسٍ، فيما حذر يائير لابيد من أن احتلال غزة سيجبر إسرائيل على تمويل الغذاء والدواء لسكانها.
ثالثًا: الشأن الدولي
▪️ توتر متصاعد مع فرنسا وماكرون
يديعوت أحرونوت تكشف عن أزمة سياسية متفجرة بين باريس وتل أبيب، على خلفية مواقف ماكرون الحادة تجاه الحرب في غزة. إسرائيل ردّت بهجوم لفظي واسع، متهمة ماكرون بمعاداة السامية، فيما يسعى الرئيس الفرنسي لتعزيز مكانته الخارجية في ظل أزمات داخلية خانقة، مستخدمًا الملف الفلسطيني كورقة ضغط.
▪️ التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي حول إيران
تحليل للكاتب أرئيل كهانا في إسرائيل اليوم يكشف أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إيران تحمل رسائل مزدوجة، حيث يظهر أن الولايات المتحدة تستخدم إسرائيل كأداة ضغط لتحسين موقعها في المفاوضات مع طهران، ملوحة بخيار عسكري يبقى على الطاولة. التصريحات دفعت طهران لإبداء استعداد لتعليق التخصيب، في مشهد يعكس لعبة أعصاب سياسية.
رابعًا: آراء وتحليلات إسرائيلية
▪️ حماس تتخلى عن الحكم... مؤقتًا؟
مقال تحليلي في مركز القدس للشؤون العامة يعتبر أن استعداد حماس للتخلي عن الحكم في غزة خدعة تكتيكية تهدف فقط لتسهيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، فيما تسعى حماس للحفاظ على نفوذها العسكري والعودة تدريجيًا إلى السيطرة.
▪️ بيالكوف: "المتحدث العسكري يكذب"
الصحفي بيالكوف يؤكد، بناءً على شهادات من جنود، أن الرواية الرسمية الإسرائيلية بشأن مراكز توزيع المساعدات في رفح غير دقيقة، ويصف نفي الجيش لوجود قتلى بأنه كذب، مستندًا إلى عشرات الأدلة المصورة التي توثق العنف المفرط ضد المدنيين.
يكشف المشهد الإسرائيلي لهذا اليوم حجم التحديات المركبة التي تواجهها إسرائيل، داخليًا في مواجهة تصدعات سياسية، وخارجيًا وسط تآكل شرعيتها بسبب الكارثة الإنسانية في غزة. وعلى الجبهة الميدانية، تسود الفوضى ويُعاد رسم خريطة السيطرة داخل القطاع، مع دخول العشائر المسلحة على خط الصراع. في المقابل، تبقى المعضلة الكبرى أمام صانع القرار الإسرائيلي: كيف يُمكن تحقيق أهداف الحرب دون الانزلاق نحو فوضى لا يمكن التحكم في تداعياتها داخليًا وخارجيًا.









