-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
إسرائيل بين ضغط الصفقة وتآكل الجبهة الداخلية: مفترق الحسم في غزة
الشأن العسكري والميداني
إسرائيل بين ضغط الصفقة وتآكل الجبهة الداخلية: مفترق الحسم في غزة
-
28 يونيو 2025, 5:56:03 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد الإسرائيلي
يصدر موقع 180 تحقيقات اليوم تقريره الخاص بـ"المشهد الإسرائيلي"، والذي يرصد أبرز تطورات الكيان الصهيوني على المستويات العسكرية، السياسية، الدولية، والإعلامية/التحليلية.
في هذا اليوم المشحون سياسيًا وميدانيًا، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة لإنهاء الحرب في غزة وسط تصاعد مطالب عائلات الأسرى، بينما يستعد لإطلاق جولة تفاوضية في واشنطن يُتوقع أن تتجاوز حدود غزة لتشمل مشاريع تطبيع إقليمي غير مسبوقة.
في المقابل، يشهد الميدان اشتباكات دامية، وسط ترقّب لموقف الجيش من المرحلة المقبلة، وتنامي الغضب الشعبي من الداخل والخارج على استمرار الحرب دون نتائج ملموسة.
🛑 أولاً: الشأن العسكري والميداني
اشتباكات عنيفة دارت ليلة أمس قرب مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تواجدت قوات الاحتلال في حالة استنفار قرب محيطه.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن عن محاولة لاعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وسط تنامي المخاوف من جبهات متزامنة.
تقارير عبرية تحدثت عن قضاء الجيش على مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في منطقة بنت جبيل بلبنان التابع لحزب الله.
مصادر عبرية كشفت عن إصابة جنود احتياط خلال اشتباكات مع مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، ما يشير إلى تصاعد الانفلات الأمني داخل المجتمع الصهيوني.
والدة ضابط كبير في الجيش عبّرت بوضوح عن تفشي الإحباط في صفوف الجنود: "يصلون إلى حد البكاء... ولا يرغبون في دخول غزة".
تصريحات للجنرال السابق بينيت طالبت بإنهاء الحرب والانسحاب إلى "المنطقة العازلة"، معتبرًا أن استمرار المعركة بلا خطة خروج هو انتحار سياسي وعسكري.
ثانياً: الشأن الإسرائيلي الداخلي
تستمر الضغوط الجماهيرية والسياسية على حكومة نتنياهو بسبب فشلها في استعادة الأسرى.
عائلات المختطفين نظمت مظاهرات حاشدة في تل أبيب، متهمة نتنياهو والمتطرفين في حكومته بمنع صفقة تبادل قريبة المنال.
التصريحات المتكررة من الأهالي تؤكد أن "الوقت ينفد"، و"الرهائن لن يبقوا على قيد الحياة طويلاً".
حادثة مقتل شاب إسرائيلي (17 عامًا) أثناء اللعب ببندقية في بيتاح تكفا أثارت تساؤلات حول تسرّب السلاح وفوضى الأمن الداخلي.
في الضفة الغربية، مستوطنون اعتدوا على جنود الجيش في كفر مالك، وتم اعتقال 9 إسرائيليين، ما كشف عمق الانفلات بين الجيش والمستوطنين.
ثالثاً: الشأن الدولي
الولايات المتحدة تستعد لطرح خطة جديدة لإنهاء الحرب في غزة. مصادر من واشنطن أكدت أن زيارة رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية إلى البيت الأبيض الإثنين القادم ستشكل اختبارًا لمدى الضغط الأميركي على إسرائيل.
دونالد ترامب بحسب تسريبات لوسائل إعلام أميركية، يبذل جهدًا شخصيًا لإقناع نتنياهو بإبرام صفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار وصفقة أسرى.
التسريبات تتحدث عن مقترح أميركي يشمل تطبيعًا إقليميًا مع سوريا، لبنان، لاحقًا أندونيسيا، إضافة إلى سعودية، مقابل إنهاء الحرب.
القناة 12 أكدت أن زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن تهدف إلى الترويج لاتفاق تبادل شامل وإنهاء الحرب خلال 10 أيام.
في ملف إيران، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن العملية الإسرائيلية الأخيرة كانت حاسمة، لكن لم تحقّق "تصحيحًا" لهزيمة 7 أكتوبر. مشروع إيران النووي ما زال "القصة التي لا تنتهي".
وزير الخارجية الإسرائيلي شدد أن الاحتفاظ بالجولان هو "شرط أساسي للتطبيع مع سوريا".
رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية
هآرتس وصفت حرب غزة بأنها "الأكثر دموية في القرن الـ21"، مشيرة إلى مقتل نحو 100 ألف فلسطيني إما بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحصار والدمار.
أفيغدور ليبرمان شن هجومًا لاذعًا على القيادة السياسية والعسكرية:
تساءل عن سبب إرسال الجنود بمركبات "بوما" بدل "نمر" أو "إيتان"، واصفًا ذلك بـ"الجنون الذي ندفع ثمنه بدمنا".
دعا إلى إتمام صفقة تبادل شاملة حتى ولو بثمن الانسحاب من غزة، مفضلًا النموذج اللبناني في "الملاحقة الفردية" للمقاومين.
يديعوت أحرونوت ووسائل إعلام أخرى شكّكت في تفاؤل ترامب بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدة أن الفجوة بين إسرائيل وحماس لا تزال كبيرة.
محللون أشاروا إلى أن الحديث عن "صفقة شاملة" تشمل غزة والتطبيع الإقليمي ما زال في إطار الأمنيات ولم يُترجم إلى أوراق عملية.
جايل شورش المسؤولة السابقة في الموساد نشرت تحليلاً موسعًا عن الهجوم على إيران، واعتبرته تطورًا في وظيفة الموساد من الاستخبار إلى الضربات الاستراتيجية، لكنها حذّرت من الإفراط في الثقة بـ"نجاح يُصعب تكراره بسهولة".
يبدو أن الكيان الإسرائيلي يقف عند مفترق طرق مصيري: إما الدخول في تسوية إقليمية كبرى تتضمن وقف الحرب وصفقة تبادل واسعة وتطبيعًا غير مسبوق، أو الغرق في استنزاف متزايد داخل غزة وعلى الجبهات الأخرى.
الانقسام الداخلي بلغ مداه بين حكومة عاجزة وشعب ناقم، والميدان يستنزف الجيش يومًا بعد يوم.
وفي ظل كل هذه العوامل، يبقى السؤال: هل ستقود الضغوط الأميركية وتظاهرات عائلات الأسرى إسرائيل نحو قرار جريء بإنهاء الحرب؟ أم أن حسابات نتنياهو السياسية ستُبقيها عالقة في مستنقع غزة؟









