نهاية مفاجئة للمجموعة

إدارة ترامب تحلّ مجموعة ضغط على روسيا

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 10:23:15 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وكالات

أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة مجموعة العمل المشتركة بين الوكالات، التي كانت قد أُنشئت بهدف صياغة استراتيجيات للضغط على روسيا من أجل تسريع محادثات السلام مع أوكرانيا، وفقًا لما أكده ثلاثة مسؤولين أميركيين. وكانت هذه المجموعة قد أُسست في وقت سابق من الربيع، لكنها بدأت تفقد زخمها في مايو، بعدما اتضح لأعضائها أن ترامب لم يكن مهتمًا باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو، بحسب قول المسؤولين.

خيبة أمل متزايدة

وعلى الرغم من تعهده خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول يوم من رئاسته، فإن ترامب بات في الأشهر الأخيرة يشعر بإحباط متزايد من أن جهوده لم تحقق أي اختراق، وبدأ يتحدث عن احتمال تخلي الولايات المتحدة بالكامل عن محاولة التوسط للسلام. وفي ضوء هذا التهديد، بدت مهمة المجموعة وكأنها تفقد معناها تدريجيًا، حسب ما أفاد به المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية النقاشات الداخلية.

وقال أحدهم: "فقدت المجموعة زخمها في النهاية لأن الرئيس لم يكن موجودًا. ربما لم يكن يريد فعل المزيد، بل فعل أقل".

قلق أوروبي متزايد

إن حل هذه المجموعة – التي لم يتم الكشف عن وجودها سابقًا – من شأنه أن يعمق مخاوف الحلفاء الأوروبيين إزاء لهجة ترامب المتصالحة أحيانًا مع روسيا، وتردده في تقديم دعم حازم لأوكرانيا، وذلك في وقت حساس يسبق قمة حاسمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في وقت لاحق من هذا الشهر.

وفي أول يوم من اجتماع قادة مجموعة السبع في كندا يوم الإثنين، قال ترامب إن استبعاد روسيا من مجموعة الثماني قبل أكثر من عقد كان "خطأً". وكان الضربة القاضية للمجموعة قد وقعت قبل نحو ثلاثة أسابيع، حين جرى طرد معظم أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، بمن فيهم الفريق المسؤول عن الحرب في أوكرانيا، ضمن حملة تطهير واسعة، وفق ما أفاد به المسؤولون الثلاثة.

تفكيك ممنهج

أنشأ هذه المجموعة من العمل كبار موظفي مجلس الأمن القومي، وشاركت فيها أيضًا وزارة الخارجية ووزارة الخزانة ووزارة الدفاع والمجتمع الاستخباري. وكان من بين المشاركين أندرو بيك، المسؤول الأعلى عن شؤون أوروبا وروسيا في المجلس، والذي تمّت إقالته في مايو. ولم يتضح تمامًا من الذي أعطى الأمر بوقف العمل في المجموعة، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن حجم الاستبعادات في مجلس الأمن القومي جعل من استمرارها أمرًا غير ممكن عمليًا.

جهود السلام تتعثر

منذ حل المجموعة، تعثّرت جهود ترامب الأشمل لصنع السلام، وهي الجهود التي كانت محورًا أساسيًا في حملته الانتخابية. فعلى الرغم من بعض النجاحات، مثل التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بوساطة أميركية، لم يحقق ترامب أي تقدّم ملموس لوقف إطلاق النار في غزة، في حين تصاعدت مخاطر اندلاع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط نتيجة الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.

تراجع جهود المواجهة

يأتي حلّ هذه المجموعة أيضًا بعد أن علّقت بعض الوكالات الأمنية الأميركية في مارس الماضي عملها ضمن جهود منسقة لمواجهة العمليات التخريبية وحملات التضليل الروسية، حسب ما أفادت به وكالة "رويترز" آنذاك.

لكن، رغم تفكك المجموعة، ما يزال بمقدور ترامب اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا، إذ قال أحد المسؤولين إن المجموعة كانت تهدف لتوفير خيارات للرئيس "إذا أراد أن يتشدد أكثر مع روسيا".

دعوات لتصعيد العقوبات

بعض حلفاء ترامب، مثل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، دعوا علنًا إلى فرض حزمة جديدة وواسعة من العقوبات على روسيا، مشيرين إلى رفض موسكو لمقترحات وقف إطلاق النار الأميركية، واستمرار الكرملين في استهداف المدنيين كدليل على تعنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد صرّح ترامب بأنه يدرس مثل هذه الإجراءات، لكنه في الوقت ذاته دأب على لوم الطرفين على استمرار القتال. ولم تستجب كل من البيت الأبيض ووزارات الخزانة والخارجية والدفاع لطلبات التعليق، وكذلك لم ترد سفارتا أوكرانيا وروسيا في واشنطن على الاستفسارات الإعلامية.

مشاعر غاضبة تجاه روسيا

تشكّلت المجموعة في مارس أو أبريل، في وقت كان بعض المستشارين المقربين من ترامب يزدادون تشككًا في نية الكرملين التوصل إلى اتفاق، بينما كانت تصريحات ترامب توحي بأنه ربما يرغب في تعديل موقفه المتساهل مع بوتين. ففي مقابلة مع شبكة NBC أواخر مارس، قال إنه "غاضب جدًا" و"منزعج" من الرئيس الروسي بسبب تشكيكه في شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

استياء داخل مجلس الأمن

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت، في بيان في الأول من أبريل لـ"رويترز"، إن هناك "استياء عميقًا من الحكومة الروسية بسبب سير المفاوضات". وناقشت المجموعة في اجتماعاتها كيف يمكن للولايات المتحدة أن تحفز أو تضغط على دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، وكذلك على دول أخرى في أوروبا الشرقية وآسيا، من أجل الحد من تدفق السلع والطاقة من وإلى روسيا، بحسب المسؤولين.

ترامب قد لا يعلم

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب على علم بتشكيل هذه المجموعة أو بحلّها لاحقًا. وأدت الإقالات داخل مجلس الأمن القومي إلى ترك عدد قليل من المسؤولين الكبار يعملون في ملف روسيا، مما عقد إمكانية إجراء أي نقاش داخلي قوي بين الوكالات المعنية.

أفكار استراتيجية متنوعة

رغم أن المسؤولين الأميركيين رفضوا مناقشة تفاصيل الخيارات التي تم تطويرها داخل المجموعة نظرًا لحساسية العمل، إلا أنهم أشاروا إلى أن المجموعة كانت لا تزال في مرحلة العصف الذهني حين تم حلها. وأكدوا أن أعمال المجموعة لم تكن مرتبطة بحزمة العقوبات على روسيا الجاري بحثها في مجلس الشيوخ الأميركي.

وتراوحت الأفكار بين صفقات اقتصادية مخصصة تهدف إلى سحب بعض الدول من الفلك الجيوسياسي لروسيا، إلى جهود عمليات خاصة سرية. وذكر أحد المسؤولين احتمال إنشاء هيكل حوافز لدفع كازاخستان إلى التصدي بحزم أكبر لعمليات التهرب من العقوبات. وتُستخدم كازاخستان، مثل دول أخرى من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، من قبل تجار لتجاوز بعض القيود الغربية المفروضة على الواردات إلى روسيا منذ بدء الغزو الروسي الموسع في 2022.

ولم ترد سفارة كازاخستان في واشنطن على طلب التعليق.

المصادر

رويترز

التعليقات (0)