دعم دولي للحرب وواقع إنساني كارثي

أولمرت: ما تفعله إسرائيل في غزة "يُقارب جريمة حرب" وسط تنديد داخلي غير مسبوق

profile
  • clock 21 مايو 2025, 2:17:43 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أولمرت

محمد خميس

في تحول لافت في الخطاب السياسي داخل كيان الاحتلال، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود أولمرت أن ما تقوم به إسرائيل حاليًا في قطاع غزة "يقترب من أن يكون جريمة حرب"، في تصريحات أثارت صدمة لدى الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل وخارجها.

أولمرت: حرب بلا هدف والضحايا من المدنيين

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) يوم الثلاثاء، قال أولمرت:"آلاف الأبرياء الفلسطينيين يُقتلون، وما تفعله إسرائيل الآن في غزة يُقارب جريمة حرب".

وأضاف أن مشهد الحرب واضح ويتمثل في قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجنود، معتبرًا أن هذه الحرب "بلا هدف" و"بلا فرصة حقيقية لإنقاذ حياة الأسرى الإسرائيليين". ووصف الوضع القائم بأنه "بغيض ومثير للغضب من جميع وجهات النظر".

موجة انتقادات من قادة عسكريين وسياسيين

لم يكن أولمرت وحده من عبّر عن امتعاضه من سياسة الحكومة الحالية؛ فقد سبقه بساعات يائير غولان، زعيم حزب "الديمقراطيين"، الذي قال: "دولة عاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان".

أما موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، فأكد أن ما يجري في غزة هو "سياسة ممنهجة" تقودها الحكومة الإسرائيلية، وهدفها الأساس البقاء في السلطة بأي ثمن، حتى وإن كان ذلك يجر إسرائيل إلى الهلاك، على حد تعبيره.

دعم دولي للحرب وواقع إنساني كارثي

ورغم هذه التصريحات المتصاعدة من الداخل الإسرائيلي، تواصل حكومة الاحتلال عمليتها العسكرية في غزة بدعم واضح من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، في ظل صمت دولي تجاه حجم الجرائم والانتهاكات المستمرة.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، أسفرت الحرب منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن أكثر من 174 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض أو في عداد المختفين.

أزمة أخلاقية داخل إسرائيل

تعكس هذه التصريحات غير المسبوقة من قيادات سابقة في إسرائيل أزمة داخلية متصاعدة، ليس فقط في ما يتعلق بالسياسة الأمنية والعسكرية، بل أيضًا على المستوى الأخلاقي والإنساني. فمع تزايد الأصوات التي تصف ما يحدث بأنه جريمة حرب، تتزايد الضغوط الدولية والمحلية لإعادة تقييم الموقف من استمرار العدوان على قطاع غزة.

تُعد تصريحات أولمرت وغولان ويعلون مؤشرًا واضحًا على تصدّع الرواية الإسرائيلية الرسمية، في وقت تتكشف فيه فظائع الحرب يومًا بعد يوم. وبينما لا تزال آلة الحرب مستمرة، بات من الواضح أن صوت العقل والضمير داخل إسرائيل بدأ يعلو، حتى وإن جاء متأخرًا، أمام واقع إنساني لا يمكن تبريره بأي منطق سياسي أو عسكري.

التعليقات (0)