تسليح المساعدات... انتهاك للقانون الإنساني

أوكسفام: مجاعة غزة ليست كارثة طبيعية بل جريمة متعمدة

profile
  • clock 12 مايو 2025, 2:08:56 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تحذيرات دولية من "مجاعة مصنوعة" تهدد حياة الملايين في غزة وسط صمت عالمي مريب

أكدت منظمة أوكسفام الدولية في بيانها الصادر اليوم، أن المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة ليست مجرد نتيجة عرضية للحرب، بل هي نتيجة مباشرة لحصار متعمّد ومهندس يهدف إلى ترك المدنيين يواجهون الجوع والمرض، واصفة الوضع الحالي بـ"الكارثة التي يمكن منعها وتحدث في الزمن الحقيقي".

الحصار الإسرائيلي يحرم المدنيين من الغذاء والماء والدواء

وفقًا للبيان، فإن إسرائيل فرضت منذ أكثر من شهرين حصارًا كاملاً، منعت خلاله دخول الغذاء والماء والمساعدات الطبية، مما أدى إلى ترك آلاف الشاحنات المحمّلة بالإمدادات الحيوية عاجزة عن الدخول، ما تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وقالت المنظمة:
"ما يحدث لا يُعقل، ومع ذلك يُسمح له بالاستمرار... هذا الحصار هو سياسة واضحة لتجويع السكان، وليس نتيجة جانبية للصراع."

مشاهد تفوق التصور: الجوع يسحق الأطفال والعائلات

أشارت "أوكسفام" إلى أن موظفيها وشركاءها في الميدان يشهدون مآسي إنسانية تفوق الوصف، حيث تنهار العائلات من الجوع، ويعاني الأطفال من سوء تغذية حاد لدرجة أنهم فقدوا القدرة على البكاء.

في أحد مخيمات النزوح، لم يتبق دقيق لصنع الخبز سوى لدى 5 عائلات فقط من أصل 500. كما أوضحت المنظمة أن آخر طرود غذائية تم توزيعها كانت قبل عدة أسابيع، ما يؤكد نفاد المساعدات كليًا في العديد من المناطق.

تسليح المساعدات... انتهاك للقانون الإنساني

وانتقدت المنظمة بشدة خطة إسرائيل التي تسعى إلى ربط إيصال المساعدات بموافقة أمنية أو تنسيق عسكري، معتبرة أن ذلك يُحول المساعدات إلى أداة للسيطرة والضغط السياسي، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

وأكدت "أوكسفام" أن مثل هذه السياسات تقوّض حيادية العمل الإنساني، وتعرّض حياة المدنيين للخطر، فضلًا عن أنها تُسهم في تفاقم الفوضى والمعاناة داخل القطاع المحاصر.

صمت المجتمع الدولي... شكل من أشكال التواطؤ

في ختام البيان، شددت المنظمة على أن الصمت الدولي حيال هذه الكارثة المصنوعة يعادل التواطؤ، داعية الحكومات والمؤسسات الأممية إلى:

المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار

إنهاء الحصار المفروض على غزة

ضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق

محاسبة إسرائيل على استخدام الجوع كسلاح في الحرب

الاحتلال يستأنف العدوان وسط دعم غربي مستمر

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه الشامل فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف مؤقت دام شهرين بموجب اتفاق هش لوقف إطلاق النار. ورغم بنود التهدئة، إلا أن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارًا، وواصلت فرض الحصار الكامل على القطاع.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبـ دعم أميركي وأوروبي مباشر، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 172,000 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14,000 مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

الجوع كسلاح حرب... والمحاسبة ضرورة عاجلة

أوضحت أوكسفام في بيانها أن ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد مجاعة، بل جريمة ممنهجة تُستخدم فيها سياسة التجويع كسلاح حرب. وبينما يُترك الأطفال يموتون جوعًا، تتعفن المساعدات على الحدود.

لذلك، فإن التحرك الدولي الفوري ليس مجرد خيار إنساني، بل واجب أخلاقي وقانوني، لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة، وردع استخدام الجوع أداة في صراعات سياسية مدمرة.

التعليقات (0)