تكبير الخط تصغير الخط

دعوة عاجلة لوقف إطلاق النار: "أرواح المدنيين في خطر"

أطلقت منظمة أوكسفام الدولية نداءً مفتوحاً يوم الخميس، تدعو فيه إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من تفاقم الكارثة الإنسانية وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
وجاء في بيانها: "لقد شهدنا موتاً ودماراً لا يمكن تصورهما في قطاع غزة وإسرائيل. قُتل وأُصيب وشُرّد آلاف الأشخاص، ولا يزال النزيف مستمراً."

الحصار يضرب الأمن الغذائي: "غزة على حافة المجاعة"

وأشارت أوكسفام إلى أن الحصار الإسرائيلي المُحكم على قطاع غزة أدى إلى نقص حاد في الغذاء، إضافة إلى أضرار جسيمة في قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء، ما أدى إلى شلل شبه تام في الإنتاج المحلي.
وأكدت المنظمة أن كامل سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات تتراوح بين الأزمة والطوارئ والمجاعة، وهو ما يُعد مؤشراً كارثياً على الانهيار الإنساني الشامل.

فشل في إيصال المساعدات... ومناطق آمنة تتحول إلى أهداف

وشدد البيان على أن الظروف الحالية نتاج مباشر لفشل إسرائيل في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع، مشيرة إلى أن أحياءً كاملة تحولت إلى أنقاض، وسط انعدام الأماكن الآمنة للمدنيين.

كما أكدت المنظمة أن العديد من المدنيين الذين نُقلوا من شمال غزة إلى جنوبها بأوامر إسرائيلية، تعرضوا للقصف خلال طريقهم أو بعد وصولهم، ما يجعل من كل مناطق القطاع أهدافاً محتملة.

نداء للمجتمع الدولي: "ضعوا حياة الإنسان فوق كل اعتبار"

في لهجة قوية ومباشرة، دعت "أوكسفام" رؤساء الدول، وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجميع الأطراف المعنية إلى وضع حياة المدنيين فوق كل اعتبارات السياسة والحسابات العسكرية.
وطالبت المنظمة بـ:

وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار

تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بما يشمل الغذاء والدواء والوقود

استئناف خدمات الكهرباء والإنترنت

تأمين مرور آمن للعاملين في المجالين الإنساني والطبي

حماية المرافق الصحية وإلغاء أوامر الإخلاء

كما شددت "أوكسفام" على ضرورة السماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى منشآت الأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات، وضمان حمايتها إلى جانب المدنيين والعاملين فيها.
ودعت إلى إلغاء أوامر الحكومة الإسرائيلية بإخلاء شمال غزة، والسماح بنقل المرضى في حالات حرجة خارج القطاع لتلقي العلاج.

تحذير أخير: "أي تقاعس وصمة عار في ضمير العالم"

وفي ختام بيانها، حمّلت "أوكسفام" مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وقادة العالم مسؤولية التحرك السريع، مؤكدة أن وقف إطلاق النار هو الخيار الوحيد لإنقاذ الأرواح ومنع مزيد من الانهيار.
وحذّرت من أن أي تقاعس دولي سيظل وصمة عار في الضمير الجماعي للبشرية.
واختتمت بقولها: "المدنيون ليسوا أوراق مساومة. يجب أن تتوقف دوامة العنف الآن. العائلات بحاجة لدفن موتاها ومواساتهم بسلام."

عدوان مستمر منذ أكتوبر 2023... والأرقام صادمة

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه وحصاره المشدد على غزة في 18 مارس 2025، بعد هدنة دامت شهرين تم خرقها مراراً من قبل "إسرائيل".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أميركي وأوروبي، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.