تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس 

في خطوة إنسانية لافتة، أطلق أكثر من 700 من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي في إقليم توسكانا وسط إيطاليا، حملة صيام رمزية تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يواجه إبادة جماعية وتجويعاً متعمداً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

حملة صيام أمام أكثر من 40 مستشفى في توسكانا

ووفقاً لصحيفة كورييري فيورنتينو الإيطالية، بدأ المشاركون في الحملة صيامهم بالتناوب اعتباراً من يوم الثلاثاء، حيث امتنعوا عن تناول وجبة الغداء أثناء فترات الاستراحة من العمل، ووقفوا أمام أكثر من 40 مستشفى ومركز طبي في أنحاء توسكانا، حاملين لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتصف ما يحدث في غزة بأنه عملية إبادة وتجويع ممنهج.

رسالة قوية من داخل المستشفيات: "لا يمكننا الصمت"

ونشر الأطباء والممرضون صوراً لهم أمام المؤسسات الصحية التي يعملون فيها، مؤكدين عبر بيان رسمي: "لا يمكننا أن نظل صامتين إزاء المأساة في غزة. بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، و60 ألف ضحية، كثير منهم من الأطفال، يموت الناس الآن بسبب الجوع."

وأشار البيان إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنتهج سياسة إبادة جماعية وتجويع متعمد بحق سكان غزة، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال حصار القطاع ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

الاحتلال يمنع المساعدات ويقصف المدنيين

منذ 2 مارس الماضي، ترفض إسرائيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وتغلق معابر غزة أمام مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المتكدسة على الحدود.

ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 1,132 فلسطينياً أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، بينما أصيب أكثر من 7,521، في مشهد وصفته منظمات حقوقية بـ"مصائد الموت"، نتيجة إطلاق النار من قوات الاحتلال على مراكز توزيع الطعام.

منظمات حقوقية تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة

وحذرت منظمات المجتمع المدني في غزة من تفاقم المجاعة، متهمة إسرائيل باستخدام "خداع العلاقات العامة" للترويج الكاذب عن إدخال مساعدات إلى القطاع، في حين أن الوضع الميداني يعكس حرماناً كاملاً للمدنيين من الغذاء والماء والدواء.

عدوان مستمر منذ أكتوبر 2023

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مستهدفاً المستشفيات والمنازل والبنى التحتية، ما أسفر عن استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفاً، إضافة إلى تدمير واسع وتشريد كامل لسكان القطاع.