حياة تحت خط العطش: 3 إلى 5 لترات يوميًا فقط

أزمة المياه في غزة: معركة يومية للبقاء وسط حرب الإبادة والحصار الخانق

profile
  • clock 10 مايو 2025, 6:35:42 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

بينما تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر العشرين على التوالي، تتفاقم أزمة المياه لتصبح واحدة من أخطر مظاهر الانهيار الإنساني في القطاع المحاصر، من معركة البقاء تحت القصف، إلى معركة العطش اليومية، يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة واقعا قاسيا عنوانه: الموت البطيء بالعطش والتجويع والمرض.

 

أزمة سابقة تتفاقم بالحرب: الواقع المائي في غزة قبل العدوان

 

بحسب تقارير سلطة المياه الفلسطينية، فإن مشكلة المياه في غزة ليست وليدة الحرب الحالية، بل تعود إلى سنوات من الحصار والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على الموارد المائية منذ عام 1967.

وتشير البيانات إلى أن: 97% من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للشرب.

الخزان الجوفي هو المصدر الوحيد تقريبًا لتلبية 94% من احتياجات السكان.

قبل الحرب، كان متوسط استهلاك الفرد 82 لترا يوميًا، وهو أقل من الحد الأدنى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية (100 لتر).

 

دمار شامل لبنية المياه: أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة

 

وفق تقارير صادرة عن منظمة أوكسفام الدولية والأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 أدت إلى دمار شبه كلي للبنية التحتية المائية، ومن أبرز الأرقام:

 

71% من محطات تحلية المياه البلدية دُمّرت بالكامل.

69% من آبار إنتاج المياه خرجت عن الخدمة.

66% من خزانات المياه تم تدميرها.

33% من محطات تحلية مياه البحر دُمّرت، أبرزها محطة شمال غزة التي كانت تنتج 10 آلاف متر مكعب يوميًا.

نتيجة نقص الوقود والدمار، انخفض إنتاج المياه بنسبة 84% بين فبراير ومايو 2024.

 

حياة تحت خط العطش: 3 إلى 5 لترات يوميًا فقط

 

في تقرير حديث صدر عن سلطة المياه الفلسطينية، تم التأكيد أن معدل استهلاك الفرد في غزة انخفض إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا فقط، وهو ما يقل كثيرًا عن الحد الأدنى المطلوب للبقاء في حالات الطوارئ، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.

كما نبّهت السلطة إلى أن تصريف مياه الصرف الصحي في المناطق السكنية، وامتلاء أحواض مياه الأمطار، ينذر بانتشار أمراض وأوبئة واسعة النطاق، في ظل لجوء السكان لاستخدام مياه مالحة وملوثة للشرب والاستعمال.

 

الاحتلال يستهدف المياه كوسيلة حرب: انتهاكات صارخة للقانون الدولي

 

اعتبرت سلطة المياه أن استهداف البنية المائية في غزة جزء من استراتيجية الاحتلال لإبادة السكان وتهجيرهم قسرًا. ووصفت هذه الممارسات بأنها:

انتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة.

خرق لاتفاقية منع الإبادة الجماعية.

تجاهل لنظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.

ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية الكاملة للكوادر الفنية العاملة في قطاع المياه.

 

نداء استغاثة: هل من مجيب؟

 

طالبت سلطة المياه، في نداء عاجل اليوم السبت، المجتمع الدولي بإنهاء الممارسات الإسرائيلية المنهجية ضد القطاع و إدخال المستلزمات الضرورية لإصلاح الشبكات ومحطات التحلية ز توفير حماية فورية للفرق العاملة على الأرض.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، بات من الواضح أن الحرب في غزة ليست فقط بالرصاص والقنابل، بل أيضًا بتجويع السكان وحرمانهم من أهم مقومات الحياة: الماء.

 

أزمة المياه في غزة... نموذج لمعاناة مستمرة

 

تحوّلت المياه من مصدر للحياة إلى أداة للموت البطيء في غزة. ففي كل بيت، وخيمة، ومخيم، يخوض الفلسطينيون معركة شرسة من أجل البقاء على قيد الحياة. وتبقى التساؤلات قائمة: هل يتحرك العالم لإنقاذ غزة من العطش؟ أم أن الصمت الدولي سيبقى شاهدًا على كارثة إنسانية تُرتكب على مرأى الجميع؟

التعليقات (0)