تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

أكد الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، رامي أبو زبيدة، أن عملية القدس التي نفذها مقاومان فلسطينيان تمثل نموذجًا يجمع بين البعدين التكتيكي والاستراتيجي، حيث إنها لا تقتصر على الأثر العسكري المباشر، بل تمتد لتشمل الأبعاد السياسية والنفسية، عبر نقل المواجهة إلى قلب المدن الإسرائيلية.

ضغط على الجبهة الداخلية

أوضح أبو زبيدة أن هذه العملية تضغط بشكل مباشر على الجبهة الداخلية للاحتلال، وتختبر مدى جهوزيته الأمنية في ظل حالة الاستنفار القصوى، لافتًا إلى أنها تجبر جيش الاحتلال على إعادة النظر في خططه العسكرية، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وزيادة حالة التأهب مع اقتراب الأعياد اليهودية.

إعادة القضية الفلسطينية للواجهة

وشدد على أن العملية أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي، في وقت يحاول فيه قادة الاحتلال صرف الأنظار عن جرائمهم المتواصلة في غزة والضفة. وأكد أن هذه العمليات تثبت قدرة المقاومة على فرض قواعد اشتباك جديدة، وتبديد أوهام الاحتلال حول ما يسميه "الحسم العسكري" أو "نزع السلاح".

وكانت القدس المحتلة قد شهدت عملية فدائية نوعية عند مفرق مستوطنة "راموت"، أسفرت عن مقتل 5 مستوطنين وإصابة 15 آخرين بينهم إصابات خطيرة، وذلك بعد أيام من عمليات مماثلة في الضفة الغربية استهدفت قوات الاحتلال ومستوطنيه. كما تأتي هذه العملية في ظل استمرار جرائم الاحتلال في غزة، حيث سجلت وزارة الصحة خلال الساعات الماضية ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة القصف والحصار والمجاعة، بما يشمل الأطفال والمرضى في المستشفيات.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تبرهن على أن المقاومة قادرة على الرد في العمق الصهيوني بالتوازي مع صمودها الميداني في غزة، وهو ما يزيد من مأزق الاحتلال السياسي والعسكري.