تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

دعوات لقطع العلاقات مع الاحتلال: "ما يجري محرقة حديثة"

شارك آلاف المواطنين والنشطاء البرازيليين،  في مسيرات حاشدة جابت شوارع وسط مدينة ساو باولو، تنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ومطالبة الحكومة البرازيلية بقطع العلاقات مع "إسرائيل".

وانطلقت المسيرات من ساحة "روزفلت" باتجاه شارع "باوليستا" الشهير، ورفع المشاركون شعارات تندد بالإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، واصفين ما يجري بأنه "محرقة حديثة" تستدعي موقفًا دوليًا حازمًا.

يهود ضد الصهيونية: "اليهودية لا تعني العنصرية"

وشهدت التظاهرات مشاركة بارزة من شخصيات يهودية معارضة للصهيونية، حيث قالت المتظاهرة سلافيا: "نحن بحاجة إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني. ديانتنا لا تبرر الإقصاء أو العنصرية، ولا تقبل استخدام الدين لتبرير القتل الجماعي".

وأضافت: "مرت أكثر من 600 يوم على المجازر في غزة، وعلى حكومتنا أن تتحرك لقطع كل العلاقات مع إسرائيل".

مطالبات سياسية واضحة: أوقفوا التعاون مع الاحتلال

بدورها، طالبت الناشطة اليسارية سمارا بيسلي، من الحزب العُمّالي الثوري، بوقف التعاون السياسي والاقتصادي مع الاحتلال، وقالت: "أكثر من 55 ألف فلسطيني قُتلوا، وهذه إبادة لا يجب أن تُترك دون رد. ما يحدث اليوم في فلسطين قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر صمت العالم".

"من غزة إلى ساو باولو.. لا للصمت"

وردد المشاركون في المسيرات شعارات قوية منها: "إسرائيل دولة عنصرية"، و"أوقفوا التعاون مع الاحتلال"، و"العدالة لفلسطين"، مؤكدين أن التضامن مع الشعب الفلسطيني مسؤولية إنسانية تتجاوز الأديان والجغرافيا.

منسقة الجبهة الفلسطينية: "مقاومة شعبية ضد الإبادة"

قالت ثريا مصلح، منسقة الجبهة الفلسطينية في ساو باولو، إن الاحتلال ينفذ "مشروع إبادة جماعية وتطهير عرقي مستمر منذ 77 عامًا"، مؤكدة أن ما يجري في غزة "هو نموذج استعماري قد يتكرر في أي مكان آخر ما لم تتم مواجهته".

وأضافت: "لن نصمت. نقاوم ونناضل حتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر".

تياغو أفيلا: "سأزور فلسطين الحرة.. لا إسرائيل"

وفي كلمة نارية، قال الناشط تياغو أفيلا، الذي شارك سابقًا في سفينة "مادلين" لكسر الحصار عن غزة: "اليوم هو يوم تاريخي. هذه أكبر فعالية تضامنية نقيمها. من واجبنا أن نردّ حب الشعب الفلسطيني، وأن نكون جزءًا من نضاله الملهم".

وأكد أفيلا أن الاحتلال منعه من دخول "إسرائيل" لـ100 عام، لكنه قال بثقة: "لا أرغب في زيارة إسرائيل، بل فلسطين الحرة، وسأفعل ذلك قريبًا".

الرئيس لولا: "ما يحدث إبادة وليس حربًا"

وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قد صرّح، خلال مؤتمر صحفي في باريس يوم 5 يونيو الجاري، أن ما يحدث في غزة هو "إبادة جماعية يرتكبها جيش مجهّز ضد النساء والأطفال"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، مؤكدًا أن "الاعتراف بدولة فلسطين واجب أخلاقي وضرورة سياسية".

مجازر مستمرة بدعم أمريكي

تأتي هذه التحركات الشعبية في البرازيل وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي خلّف أكثر من 184 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة خانقة ودعم أمريكي مطلق.