تكبير الخط تصغير الخط

أعربت وزارة الخارجية البريطانية، يوم الخميس، عن قلقها العميق من التدهور السريع في نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، محذّرة من أن الانهيار الكامل لهذا القطاع الحيوي بات وشيكًا، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة والتصعيد العسكري المستمر.

مخاوف من انهيار صحي شامل في غزة

في بيان رسمي، أكدت الخارجية البريطانية أن "نظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار"، مشيرة إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي، إلى جانب منع دخول الإمدادات الطبية وخروج المرضى لتلقي العلاج خارج القطاع، يشكّلان تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف الفلسطينيين، لا سيما الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة.

وأضاف البيان أن الوضع الإنساني يتدهور بشكل متسارع، وأن هناك حاجة عاجلة لإزالة القيود والسماح للطواقم الطبية بالعمل بأمان، إلى جانب تسهيل وصول الأدوية والمعدات الطبية، وإتاحة المجال أمام المرضى لمغادرة القطاع لتلقي العلاج.

دعم بريطاني عبر شركاء دوليين

رغم التحديات، أعلنت المملكة المتحدة أنها تكثّف جهودها لدعم القطاع الصحي الفلسطيني، من خلال شراكات مع منظمات دولية، أبرزها:

UK-Med (المتخصصة في الطوارئ الصحية)

منظمة الصحة العالمية في مصر (WHO Egypt)

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)

وتهدف هذه الجهود إلى توفير المساعدات الطبية العاجلة، وتعزيز قدرات الاستجابة الإنسانية داخل القطاع المحاصر، إلا أن نجاحها يعتمد بشكل أساسي على فتح المعابر وضمان مرور الإمدادات دون عوائق.

استمرار العدوان رغم التهدئة

تأتي هذه التحذيرات في وقت استأنف فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 مارس 2025 عدوانه المكثف على غزة، بعد هدنة دامت شهرين فقط بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
لكن الاحتلال خرق الاتفاق باستمرار طوال فترة التهدئة، وعاد لتشديد الحصار ووقف دخول المساعدات الإنسانية.

حصيلة دامية ودعم دولي مثير للجدل

ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت قوات الاحتلال، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، مجازر مروعة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا.

دعوة لتحرك فوري قبل الانهيار الكامل

في ظل هذه التطورات، تُعد تحذيرات بريطانيا مؤشرًا خطيرًا على ما ينتظر النظام الصحي في غزة خلال الأيام المقبلة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة.
ويأمل مراقبون أن تشكّل هذه التصريحات ضغطًا دبلوماسيًا على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال المساعدات، وحماية المنشآت الطبية والطواقم العاملة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.