-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
الحرائق في القدس وإيران.. حلقة جديدة في الحرب السيبرانية الخفية بين طهران وتل أبيب؟
الحرائق في القدس وإيران.. حلقة جديدة في الحرب السيبرانية الخفية بين طهران وتل أبيب؟
-
1 مايو 2025, 8:33:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحرائق في القدس وإيران
في تطور لافت يُضاف إلى سلسلة التوترات المتصاعدة في المنطقة، اندلعت يوم الأربعاء الماضي حرائق غابات ضخمة غرب مدينة القدس المحتلة، أثارت العديد من التساؤلات حول أسبابها وتوقيتها، وسط صمت رسمي من الأطراف المعنية، إيران و"إسرائيل".
تزامن لافت بين حريق القدس والانفجار في ميناء بندر عباس
رأى خبير الأمن السيبراني، رائد سمور، أن هذه الحرائق قد لا تكون مجرد "مصادفة طبيعية"، بل يُحتمل أن تكون ردًا إيرانيًا على الانفجار الذي وقع في ميناء "بندر عباس" الإيراني بتاريخ 26 نيسان/أبريل. ويدعم هذا الاحتمال التقارب الزمني بين الحدثين، فضلًا عن السياق الإقليمي المشحون بين طهران و"تل أبيب"، ما يجعل سيناريو الرد السيبراني احتمالًا واردًا في التحليل السياسي والأمني.
إيران تكشف عن هجوم سيبراني واسع بعد يومين فقط
لم يمر سوى يومين على انفجار "بندر عباس"، حتى أعلنت إيران، في 28 نيسان/أبريل، عن إحباطها لهجوم سيبراني معقّد استهدف بنيتها التحتية. ووفق سمور، فإن ما وصفته طهران بأنه من "أوسع وأعقد" الهجمات الإلكترونية، يشي بوجود جولة متقدمة من الصراع السيبراني بين الطرفين.
هجوم سيبراني محتمل وراء حرائق القدس
أوضح سمور أن الرد الإيراني المحتمل ربما تم عبر هجوم سيبراني استهدف أنظمة رصد الطائرات المسيّرة في غرب القدس، مما سمح بتسلل طائرات مشتعلة – ربما من البحر أو لبنان – تسببت بإشعال النيران. وهو ما يفسر استمرار الحرائق حتى لحظة إعداد هذا التقرير، في ظل ظروف جوية غير مؤهلة لاشتعال حرائق طبيعية.
سياق طويل من الحرب السيبرانية بين الطرفين
وتاريخيًا، تعود أولى المعارك السيبرانية بين إيران و"إسرائيل" إلى عام 2010، عندما تم استهداف منشأة "نطنز" النووية الإيرانية بفيروس Stuxnet، الذي تسبب في تدمير نحو ألف جهاز طرد مركزي دون إثارة أي شبهات في البداية. بعد ذلك، في أغسطس 2012، هاجمت مجموعة "سيف العدل القاطع" شركة "أرامكو" السعودية باستخدام فيروس Shamoon، ما دمّر بيانات 35 ألف جهاز كمبيوتر.
هجمات متكررة بين عامي 2011 و2013 واستمرارها حتى اليوم
بين عامي 2011 و2013، تم استهداف مصارف أمريكية بهجمات DDoS عُزيَت لاحقًا لإيران. وفي عام 2016، وجهت وزارة العدل الأمريكية تهمًا لسبعة إيرانيين بالضلوع في هذه الهجمات. أما مؤخرًا، فكشف مسؤول "إسرائيلي" أن طهران شنّت حوالي 800 هجوم سيبراني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، استهدفت بها مؤسسات حكومية وعسكرية.
الهجوم السيبراني المادي.. حينما يتحول الكود إلى صاروخ
ومن الحوادث اللافتة التي سلط عليها سمور الضوء، واقعة عام 2020 عندما قصف زورق تابع للحرس الثوري زورقًا آخر عن طريق الخطأ خلال مناورة بحرية. ورجّح حينها أن الحادث قد يكون نتيجة اختراق سيبراني لمنظومة التوجيه الصاروخي، في مثال حي على ما يُعرف بـ"الهجوم السيبراني المادي التخريبي (Cyber-Physical Sabotage)".
حرب سيبرانية بلا توقيع.. الردع الصامت
يرى سمور أن ما يحدث بين طهران و"تل أبيب" هو امتداد لحرب طويلة لا تُعلن، تدور في الظل دون ضجيج، وتعتمد على تكتيكات تتيح لكل طرف الرد دون تحمّل المسؤولية العلنية. وهو ما يخلق نوعًا جديدًا من الردع، غير المحرج سياسيًا أو أخلاقيًا.
حرائق بلا مبرر طبيعي.. شكوك إضافية
وفي ختام تحليله، أشار سمور إلى أن الحرائق التي اندلعت في القدس جاءت في توقيت غير معتاد، فشهر نيسان/أبريل لا يُعد موسمًا تقليديًا لحرائق الغابات، التي تحدث عادة بعد شهر حزيران/يونيو، مع اشتداد الجفاف وموسم الحصاد. وأكد أن رطوبة الغابات في هذا الوقت تجعل من الاشتعال العرضي أمرًا غير مرجّح إلى حد كبير.
حالة هلع في الشوارع وامتداد الحرائق لمناطق أخرى
وبالفعل، تسببت الحرائق بحالة من الذعر، حيث أظهرت مقاطع الفيديو فرار المستوطنين من سياراتهم على الطريق السريع بين القدس و"تل أبيب" بسبب كثافة الدخان. كما اندلعت حرائق مماثلة جنوب فلسطين المحتلة، وامتدت إلى مناطق في الشمال، ما دفع فرق الإطفاء إلى العمل بشكل متواصل لمحاولة السيطرة على الوضع.
في النهاية، تبقى هذه الحرائق لغزًا مفتوحًا على عدة احتمالات، لكن المؤشرات السيبرانية تعزز نظرية أنها ليست مجرد كارثة طبيعية عابرة، بل ربما فصل جديد من صراع الظل بين إيران و"إسرائيل".









