خطر المجاعة يلوح في الأفق وتحذيرات أممية

غزة تواجه كارثة إنسانية شاملة وسط تصاعد الحصار ونفاد الإمدادات الحيوية

profile
  • clock 1 مايو 2025, 7:05:54 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المجاعة في قطاع غزة

تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا غير مسبوق، مع تفاقم النقص الحاد في المواد الغذائية، الأدوية، الرعاية الصحية، والمياه، في ظل الحصار الكامل الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثمانية أسابيع، والذي ترافقه قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، وسط استمرار الهجمات العسكرية على المدنيين والبنية التحتية.

 

نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الوضع الإنساني في غزة تفاقم بشكل خطير، موضحًا أن أكثر من مليوني شخص يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، وأن العمليات الإنسانية مقيدة بشدة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، والقيود المفروضة على إدخال السلع التجارية والمساعدات الطارئة.

وأضاف المكتب أن مخزونات الغذاء والإمدادات الطبية تنفد بسرعة، في وقت تبذل فيه المنظمات الإنسانية كل ما بوسعها للوصول إلى السكان بما تبقى من إمدادات.

 

خطر المجاعة يلوح في الأفق وتحذيرات أممية

وفي هذا السياق، أعلن "أوتشا" أن الأمم المتحدة وشركاءها أطلقوا تحليلًا جديدًا لمراحل الأمن الغذائي لتقييم مخاطر المجاعة، وسط تحذيرات متكررة من تدهور الوضع الغذائي في كافة أنحاء قطاع غزة.

وبحسب التقارير، تم تسجيل نحو 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال منذ بداية العام، من بينها 1600 حالة هزال شديد تهدد حياة الأطفال، في ظل انعدام سبل الوصول إلى العلاج بسبب القيود الأمنية والتشغيلية المفروضة من قبل الاحتلال.

 

استهداف البنية التحتية وتدمير قدرات الإغاثة

وأشار "أوتشا" إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، كما تسببت في تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية المدنية، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي، وشلل في خدمات المياه والكهرباء.

وأوضح المكتب أن إنتاج المياه تراجع بنسبة 20% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نتيجة نقص الوقود وصعوبة الوصول إلى آبار المياه الجوفية، على الرغم من أن المنظمات الإنسانية لا تزال تعمل على توفير المياه من خلال أكثر من 12 نقطة توزيع.

 

نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية

في الجانب الصحي، أشار أوتشا إلى نقص حاد في الإمدادات الجراحية، ونفاد مخزون منظمة الصحة العالمية من المضادات الحيوية ومسكنات الألم وقطع غيار سيارات الإسعاف ومحطات الأكسجين، وهو ما يعكس حجم التدهور في الخدمات الصحية في غزة، وسط عجز المستشفيات عن استقبال الحالات الحرجة.

 

النزوح مستمر وأوامر إخلاء جديدة

من جانب آخر، أشار المكتب الأممي إلى أن آلاف العائلات اضطرت للنزوح مجددًا، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أمرًا جديدًا بالإخلاء القسري للمناطق الغربية من محافظة غزة، ما يزيد من أعداد المشردين ويعمّق الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

 

الأونروا: غزة محكوم عليها بالموت الجماعي

وفي تصريح شديد اللهجة، قالت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في وكالة الأونروا، إن ما يحدث في غزة هو بمثابة "حكم بالإعدام يتسارع بشكل رهيب"، مشددة على أن السكان يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، ومع استمرار الحصار، فإنهم يُدفعون فعليًا نحو الموت البطيء.

ودعت توما إلى اتخاذ إجراءات فورية لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات المنقذة للحياة قبل فوات الأوان، مؤكدة أن الوضع الحالي يمثل عقابًا جماعيًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

 

المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري

أعادت "أوتشا" التأكيد على أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤوليات واضحة بموجب القانون الدولي، بما يشمل ضمان توفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية وتسهيل الإغاثة الإنسانية عند غيابها، مشددة على ضرورة فتح المعابر فورًا للسماح بإدخال المساعدات والسلع التجارية لإنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة.

 

التعليقات (0)