تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من "كارثة بيئية وشيكة" في مياه البحر الأحمر، وذلك عقب إغراق جماعة الحوثيين لسفينة الشحن التجارية "ماجيك سيز" قبالة السواحل اليمنية. وتُعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة عمليات استهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، في إطار الرد على العدوان المستمر في غزة، وفق تصريحات رسمية صدرت عن الحوثيين.

السفينة تحمل موادًا خطرة وتُغرق في منطقة حساسة

بحسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، فإن السفينة "ماجيك سيز" كانت محمّلة بكميات كبيرة من الوقود والمواد الكيميائية الصناعية، الأمر الذي يجعل غرقها في تلك المنطقة تهديدًا مباشرًا للتوازن البيئي، ويعرض الشعاب المرجانية والحياة البحرية للخطر الجسيم.

وأضافت الوزارة أن الحادث وقع في منطقة حساسة بيئيًا، حيث تُعد تلك المياه مأوىً طبيعيًا لعدد كبير من الأنواع البحرية النادرة، ما يزيد من حجم الكارثة في حال عدم التدخل السريع لاحتواء التسرب.

ردود فعل دولية ومطالبات بإجراءات طارئة

أعربت عدة جهات دولية، من بينها المنظمة البحرية الدولية ومنظمات بيئية أممية، عن بالغ قلقها إزاء تداعيات الحادث، داعيةً إلى فتح ممرات لفرق الإنقاذ البيئي من أجل معالجة آثار الغرق ومنع انتشار المواد الخطرة في مياه البحر الأحمر.

كما حثت الولايات المتحدة الحوثيين على "التوقف الفوري عن استهداف السفن المدنية"، معتبرةً أن استمرار هذه العمليات يقوّض أمن الملاحة الدولية، ويزيد من حدة الأزمات الإنسانية والبيئية في المنطقة.

خلفية التصعيد المرتبط بالعدوان الإسرائيلي

تزامن الهجوم على السفينة مع موجة جديدة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أعلنت جماعة الحوثيين أن عملياتها البحرية "تأتي ردًا على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وضمن تضامنها مع المقاومة"، وهو ما جعل البحر الأحمر يتحوّل إلى جبهة إضافية في الصراع الإقليمي المعقّد.

ختامًا: البيئة تدفع ثمن التوترات العسكرية

في وقت تتواصل فيه المفاوضات لوقف إطلاق النار، تنذر حادثة "ماجيك سيز" بكارثة تتجاوز الحسابات العسكرية والسياسية لتضرب التوازن البيئي الهش في واحدة من أهم الممرات البحرية العالمية. وبين العدوان المستمر وتزايد الاستهداف البحري، يبدو أن تداعيات الصراع باتت تلامس كل عناصر الحياة، بما فيها الطبيعة نفسها.

اقتباس من المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية
"إغراق السفينة يُعد تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي البحري، ونحن نتعاون مع شركائنا الدوليين لتقييم الأضرار والتحرك بسرعة لمنع كارثة طويلة الأمد."