التداعيات الدبلوماسية والأمنية

هآرتس: القصف الإسرائيلي على الدوحة "جنوني" ويعكس انهيار القرار الأمني والسياسي

profile
  • clock 11 سبتمبر 2025, 12:44:59 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة

محمد خميس

وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية القصف الإسرائيلي الذي استهدف حيًا سكنيًا في العاصمة القطرية الدوحة بأنه "واحدة من أكثر العمليات العسكرية جنونًا في تاريخ إسرائيل". وأكدت الصحيفة في مقال تحليلي أن العملية تمثل فقدان السيطرة من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتهورًا في اتخاذ قرارات ذات عواقب استراتيجية خطيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

الغرض والجدوى من الهجوم

تساءلت هآرتس عن جدوى العملية، معتبرة أنه من الغريب أن تقوم إسرائيل باغتيال أشخاص يشاركون في مفاوضات لإطلاق سراح أسرى بينما تُناقش في الوقت نفسه بنود صفقة برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أن الغارة استهدفت أشخاصًا من المفترض أنهم منخرطون في مباحثات حساسة حول ملف الأسرى، حيث تعتبر قطر أحد أبرز الوسطاء الثابتين في هذا الملف منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول.

انتقاد سياسة نتنياهو

اتهمت هآرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى، وصرف الأنظار عن فشله السياسي والعسكري، معتبرة أن العملية جاءت ضمن سياق محاولاته المتكررة لفرض هيمنته السياسية عبر القوة العسكرية فقط.

وأضافت الصحيفة أن العديد من القيادات الأمنية الإسرائيلية البارزة – من بينهم رئيس الأركان، ورئيس الموساد، والقائم بأعمال رئيس الشاباك – عارضوا تنفيذ الغارة، إلا أن الحكومة المضي قدمًا فيها، وهو ما اعتبرته الصحيفة انهيارًا لمنظومة القرار الأمني والسياسي داخل إسرائيل.

التداعيات الدبلوماسية والأمنية

حذرت هآرتس من أن تداعيات العملية قد تمتد دبلوماسيًا إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل، بالإضافة إلى قيود محتملة على سفر الإسرائيليين، وسط تدهور متسارع في الأمن الشخصي والوطني داخل إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما جرى في الدوحة ربما لن يكون النهاية، وأن الغارات قد تمتد إلى عواصم أخرى مثل إسطنبول أو القاهرة، في ظل افتقار الحكومة الإسرائيلية لأي رؤية استراتيجية واعتمادها الكامل على القوة العسكرية فقط.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة

مساء الثلاثاء، شنت دولة الاحتلال هجومًا جويًا على مقر سكني في الدوحة، في محاولة فاشلة لاغتيال قيادات الصف الأول في حركة "حماس"، خلال نقاش المقترح الأمريكي الأخير بشأن التهدئة في غزة.

وأدى الهجوم إلى استشهاد خمسة من عناصر "حماس"، بينهم نجل مدير مكتب رئيس الحركة في غزة خليل الحية، بالإضافة إلى استشهاد عنصر من قوة الأمن الداخلي القطري، وفق وزارة الداخلية القطرية.

ردود الفعل الدولية والعربية

لاقى القصف الإسرائيلي إدانات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، حيث اعتبرته الكثير من الدول خرقًا للقانون الدولي واعتداءً صارخًا على استقرار قطر وأمنها. كما شددت هآرتس على أن هذه العملية قد تزيد من التوتر الإقليمي وتضع العراقيل أمام الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة في غزة.

تأثير الهجوم على ملف الأسرى

أبرزت الصحيفة أن الهجوم على قيادات حماس المشاركة في مباحثات إطلاق الأسرى قد يؤدي إلى تأجيل أو إفشال الصفقة، ويضعف الثقة بين الأطراف، ما يزيد من صعوبة تحقيق أي تقدم دبلوماسي في ملف الأسرى الفلسطينيين.

ويشير التحليل إلى أن استخدام القوة العسكرية لإجبار الطرف الآخر على الاستجابة للمفاوضات قد ينعكس سلبًا على فرص السلام والاستقرار الإقليمي.

الدروس المستخلصة من الغارة

تؤكد هآرتس أن العملية تمثل درسًا في مخاطر اتخاذ قرارات أمنية متسرعة، وأن الاعتماد الكامل على القوة العسكرية دون تقدير للعواقب الدبلوماسية والسياسية قد يؤدي إلى تدهور الأمن الداخلي والخارجي للدولة. كما أن الغارة تظهر حاجة إسرائيل لوضع استراتيجية واضحة تشمل العمل السياسي والدبلوماسي بجانب العمليات العسكرية.

التعليقات (0)