تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أثار اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس في العاصمة الدوحة، موجة انتقادات واسعة من وزراء في الائتلاف الحاكم والمعارضة، وذلك خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، يوم الإثنين.

اتصال مباشر وتعهد بعدم تكرار الهجوم

وخلال الاجتماع، أجرى نتنياهو اتصالًا مباشرًا برئيس الوزراء القطري، أعرب فيه عن أسفه لمقتل أحد المواطنين القطريين خلال الضربة التي نفذها الكيان الصهيوني في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال نتنياهو:

"أريد أن أؤكد لك أن إسرائيل كانت تستهدف حماس، وليس القطريين، ولن يتم انتهاك سيادتكم مرة أخرى في المستقبل."

وقد التزم نتنياهو أمام الرئيس الأميركي بعدم مهاجمة قطر مجددًا، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لاحتواء التوتر الدبلوماسي الذي أعقب العملية.

انتقادات من وزراء اليمين والمعارضة

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وصف الاعتذار بأنه "مخزٍ"، معتبرًا أن الضربة ضد قيادات حماس في "دولة عدو مثل قطر" كانت "عادلة وعميقة أخلاقيًا"، مضيفًا:

"يجب أن يعلم قادة حماس أنه لا يوجد مكان آمن لهم في العالم."

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فقد اعتبر الاعتذار "متذللًا"، وقال إنه "عار أن تعتذر الحكومة لدولة تدعم حماس"، مشيرًا إلى أنه وضع خطوطًا حمراء لنتنياهو قبل لقائه مع ترامب.

من جهته، علّق رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان قائلاً:

"من غير المعقول أن يعتذر نتنياهو لقطر، التي لم تدن حتى الآن ما حدث في 7 أكتوبر، بينما لم يعتذر أبدًا لشعب إسرائيل."

كما كتب زعيم المعارضة يائير لابيد على منصة X:

"ينبغي على نتنياهو أن يعتذر لمواطني إسرائيل، لا لقطر، عن الدمار السياسي، وعن تشكيل أكثر حكومة متطرفة ومدمرة في تاريخ الدولة."

غضب سياسي وتصدع داخل الائتلاف

رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان هاجم نتنياهو بشدة، واصفًا إياه بأنه "ضعيف ومساوم"، وأضاف:

"نتنياهو كان ولا يزال متعاونًا مع حماس وقطر، ولذلك لن يُغفر له أبدًا – لا في يوم الغفران هذا ولا في مئة يوم غفران قادمة."

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحاكم، الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب طريقة إدارة الحرب على غزة، والعدوان المستمر الذي يشنه الكيان الصهيوني على المدنيين في القطاع.

أزمة دبلوماسية تكشف هشاشة التحالفات

اعتذار نتنياهو لقطر فتح بابًا واسعًا للجدل السياسي داخل إسرائيل، وكشف عن تصدعات في المواقف بين مكونات الحكومة والمعارضة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية في غزة، ويزداد الضغط الدولي لوقف العدوان. ويبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على الحفاظ على تماسكها الداخلي، وسط انتقادات متصاعدة من داخل الكيان الصهيوني نفسه.