موظف في أرسنال يقاضي النادي بسبب فصله بعد منشورات مؤيدة لفلسطين

profile
  • clock 16 مايو 2025, 2:54:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أطلق مارك بونيك، الموظف السابق في نادي أرسنال الإنجليزي، إجراءات قانونية ضد النادي بعدما تم فصله من عمله بسبب منشورات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تناولت إسرائيل وفلسطين والحرب في غزة. بونيك، البالغ من العمر 61 عامًا، عمل ضمن طاقم التدريب المجتمعي للنادي اللندني لمدة 22 عامًا، وكان يشغل منصب مسؤول المعدات في أكاديمية أرسنال الخاصة باللاعبين الشباب وقت فصله في العام الماضي.

وخلال سنوات عمله الطويلة في أرسنال، يقول بونيك إنه تعاون مع نجوم حاليين وسابقين مثل جاك ويلشير، وبوكايو ساكا، ومايلز لويس-سكلي، وكان يطمح في الاستمرار في عمله داخل النادي حتى تقاعده. إلا أن تلك الآمال تحطمت في 24 ديسمبر الماضي، عندما أُبلغ بونيك بقرار فصله من عمله بسبب منشورات مؤيدة لفلسطين نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرتها إدارة النادي مسيئة لسمعته.

صدمة الفقد ومعاناة العيش

منذ لحظة فصله، يروي بونيك أنه يواجه صعوبات جمة في العثور على عمل، ما اضطره للقيام بأعمال يدوية متفرقة لكسب رزقه. وهو يعمل حاليًا كعامل بناء في موقع إنشائي. وقال في حديث إلى موقع ميدل إيست آي بينما كان يقف أمام ملعب الإمارات التابع لأرسنال في شمال لندن: "كانت تجربة مدمرة على كل المستويات، لكنني لا أندم على شيء. رغم أنني فقدت عملي قبل فترة قصيرة من التقاعد، إلا أنني لا زلت أشجع الناس على التعبير عن آرائهم. نحن مدينون للفلسطينيين، ولأنفسنا كأناس، بمعارضة العنصرية والاستعمار والإبادة الجماعية – تمامًا كما فعل أرسنال عندما دعم حركة 'حياة السود مهمة' وأظهر تضامنه مع الأوكرانيين".

القضية أمام المحكمة

وقد رفع بونيك الآن دعوى أمام محكمة العمل البريطانية يتهم فيها نادي أرسنال بالفصل غير العادل. بدأت الأزمة في 11 ديسمبر عندما تقدمت إحدى روابط المشجعين بشكوى تزعم أن محتوى حساب بونيك على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) يحتوي على تعليقات "معادية للسامية". واستندت الشكوى إلى منشورات ينتقد فيها بونيك سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والحرب الجارية ضد حركة حماس في غزة. بعد يومين، باشرت إدارة النادي التحقيق معه.

ورغم أن النادي أقر في رده على طعن بونيك بأنه لم يخلص إلى أن منشوراته معادية للسامية، إلا أنه اعتبر أن تداول الصحف للخبر تحت هذا العنوان كافٍ للإساءة إلى سمعة النادي. وقد غطت صحف كبرى مثل ذا تايمز وذا غارديان نبأ إيقافه المؤقت عن العمل.

كما اتهم أرسنال بونيك بأن منشوراته – التي تضمنت مصطلحات مثل "تطهير عرقي" و"تفوق يهودي" – كانت "تحريضية ومن المرجح أن تسبب إساءة حقيقية لكثير من الناس". وقد قام بونيك لاحقًا بحذف حسابه على "إكس"، مؤكدًا أن عباراته أُخرجت من سياقها.

تحقيق سريع وإنهاء قاسٍ

استمر التحقيق مع بونيك مدة تسعة أيام فقط، وصفها بأنها "عاجلة وغير منصفة". وعلى الرغم من تقديمه استئنافًا على قرار فصله، فإن النادي أصر على القرار. وكان من بين منشوراته تصريحات تصف ما يحدث في غزة بأنه "تطهير عرقي"، كما انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، وتحدث عن معاناة المسيحيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وتعرض بونيك أيضًا لهجوم حاد بسبب منشور رد فيه على الناشط المناهض للسامية ديفيد كولير، قال فيه: "نعم، الأمر كله يتعلق بتفوق يهودي وعدم الرغبة في مشاركة الأرض – تطهير عرقي".

يقول بونيك ومحاموه إن مصطلح "تفوق يهودي" الذي استخدمه يُفهم في سياق انتقاد النظام الذي تمارسه إسرائيل، ولا يندرج تحت معاداة السامية. بل هو توصيف يُستخدم في تحليل البنية التمييزية للدولة العبرية.

انتقاد سائد لإسرائيل

تشير منظمات حقوقية بارزة – مثل منظمة بيتسيلم داخل إسرائيل، والعفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش – إلى أن إسرائيل تمارس سياسات تمييزية ضد الفلسطينيين، سواء داخل حدودها أو في الأراضي المحتلة، بما يشكل نظام فصل عنصري. وقال فرانك ماغنيس، محامي بونيك: "إشارة مارك إلى 'تفوق يهودي' هي انتقاد سياسي سائد لتعريف إسرائيل لنفسها كدولة يهودية تمنح الحقوق والامتيازات لمواطنيها اليهود على حساب الآخرين".

يحظى بونيك بدعم المركز الأوروبي للدعم القانوني (ELSC)، وهو منظمة تقدم المساعدة القانونية للأفراد والمجموعات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين. وعلّقت تسنيم عودين، مسؤولة المناصرة في المركز، بالقول: "من المشين أن يعامل نادي أرسنال مشجعًا مدى الحياة وموظفًا مخلصًا لمدة 22 عامًا بهذه الطريقة المهينة، وأن يفصله في عشية عيد الميلاد فقط لأنه عبّر عن تضامنه مع فلسطين. هذه ليست مجرد مظلمة شخصية، بل لطخة في جبين كرة القدم وخيانة للقيم التي يؤمن بها المشجعون. في حين تجني صناعة كرة القدم العالمية المليارات، يُعاقب العاملون من الطبقة الكادحة مثل مارك لمجرد تعبيرهم عن رأي ضد الظلم".

مظاهرة دعم خارج ملعب الإمارات

من المقرر أن ينظم مشجعو أرسنال من مجموعة "البطاقة الحمراء لإسرائيل" ومجموعة "مشجعي أرسنال ضد العنف الجنسي" مظاهرة دعم لمارك بونيك خارج ملعب الإمارات قبل مباراة الفريق الأخيرة على أرضه هذا الموسم ضد نيوكاسل يونايتد.

وقال أحمد زكريا، مشجع أرسنال مدى الحياة ومقدم بودكاست "المشجع المصري"، إن قرار النادي بفصل بونيك يعكس "نفاقًا" في موقفه من الحرب في غزة. وأضاف: "أشعر بخيبة أمل عميقة من الطريقة التي تعامل بها ناديي مع الحرب في غزة – صمت صارخ ومعايير مزدوجة مقارنة بموقفهم السريع والصريح بشأن أوكرانيا. النادي نفسه اعترف أن مارك لم يقل شيئًا معاديًا للسامية، ولو فعل لكنا أول من يدينه. لكن ما حدث هو مجرد فصل جديد من حملة إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين في كرة القدم والرياضة عمومًا".

وقد رفض نادي أرسنال التعليق على الموضوع عندما تواصل معه موقع ميدل إيست آي.

قضايا مشابهة في عالم كرة القدم

يأتي قرار بونيك بمقاضاة أرسنال في سياق سلسلة من الخلافات داخل عالم كرة القدم بشأن القضية الفلسطينية. ففي عام 2021، وجد النادي نفسه في خضم جدل حول منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من لاعب خط الوسط المصري محمد النني أعرب فيه عن دعمه للفلسطينيين في غزة. حينها قال النادي إنه سيتحدث مع النني بشأن "العواقب الأوسع" لمنشوره. وقد قوبل المنشور بانتقادات من جماعات مؤيدة لإسرائيل، وعبّرت شركة لافاتزا الراعية للنادي عن قلقها قائلة إن منشور النني "لا يتماشى" مع قيمها.

ومع ذلك، انتقدت مجموعات مؤيدة لفلسطين طريقة تعامل النادي مع الأمر، خاصة بعدما أكد أرسنال أن للاعبين الحق في التعبير عن آرائهم الشخصية.

وفي الشهر الماضي، أقال نادي داغنهام آند ريدبريدج مديرة جديدة تُدعى سلمى مشهور بعد ثلاثة أيام فقط من تعيينها، بسبب منشوراتها عن غزة. وقدّم النادي لاحقًا اعتذارًا عن قرار الإقالة.

كذلك، أقال نادي ماينز الألماني المهاجم الهولندي-المغربي أنور الغازي بعد أن نشر عبارة "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" على حسابه في إنستغرام. وقد رفع الغازي دعوى قضائية ضد النادي، وأمرت محكمة ألمانية ماينز بدفع 1.5 مليون يورو (1.7 مليون دولار) كتعويض له.

التعليقات (0)