مودي يتعهد بحماية المزارعين ويصعّد دعوات الاكتفاء الذاتي وسط توتر الرسوم مع أمريكا

profile
  • clock 15 أغسطس 2025, 10:18:57 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلقي كلمة للأمة خلال احتفالات يوم الاستقلال في القلعة الحمراء التاريخية في دلهي، الهند، 15 أغسطس 2025. رويترز

رويترز

في خطاب مطوّل بمناسبة عيد استقلال الهند، دعا رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الجمعة، بلاده إلى التوجه نحو مزيد من الاكتفاء الذاتي، مع تصنيع كل شيء محليًا من الأسمدة إلى محركات الطائرات وبطاريات السيارات الكهربائية، متعهدًا في الوقت ذاته بحماية المزارعين في مواجهة الصراع التجاري مع واشنطن. تأتي هذه الدعوة في وقت يتوقع فيه أن تؤثر الرسوم الجمركية القاسية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصادرات الهندية سلبًا على نمو الاقتصاد الأسرع نموًا بين الاقتصادات الكبرى في العالم.

مودي أعلن أيضًا عن خفض ضريبة السلع والخدمات اعتبارًا من أكتوبر المقبل، وهي خطوة يأمل أن تسهم في تعزيز الاستهلاك المحلي في ظل الضغوط الاقتصادية. الخطاب ألقاه مودي من أسوار القلعة الحمراء في نيودلهي، في لحظة حساسة تشهد تعثر محادثات التجارة بين الهند وأمريكا بسبب الخلافات حول واردات المنتجات الزراعية والألبان الأمريكية.

ورغم أن مودي لم يذكر بشكل مباشر الرسوم الجمركية الأمريكية أو اسم الولايات المتحدة خلال خطابه الذي استمر قرابة ساعتين، فإنه شدد على أن المزارعين والصيادين ومربي الماشية هم "أولوية قصوى"، مؤكدًا أنه "سيقف كالجدار" أمام أي سياسة تهدد مصالحهم، وأن الهند "لن تساوم أبدًا" على حماية حقوقهم.

تصاعد التوتر مع واشنطن

تفاقمت الأزمة التجارية الأسبوع الماضي حين فرض ترامب رسومًا إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، مبررًا ذلك باستمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي، وهو ما اعتُبر تصعيدًا حادًا للتوترات بين البلدين. هذه الرسوم الجديدة سترفع التعرفة على بعض الصادرات الهندية إلى مستويات تصل 50%، وهي من بين الأعلى التي تفرض على أي شريك تجاري لأمريكا.

ومن اللافت أن مودي تجنب التعليق المباشر على هذه الإجراءات في خطاباته، مكتفيًا بالتلميح إليها الأسبوع الماضي حين أكد عزمه على حماية مصالح المزارعين حتى وإن كان ذلك على حسابه الشخصي. هذه الأزمة تأتي في ظل استمرار اضطرابات التجارة العالمية وتحديات سلاسل الإمداد، ما يمنح دعوات مودي إلى التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي بعدًا أكثر إلحاحًا.

مودي شدد على أن "الحاجة الملحة الآن هي اتخاذ قرار ببناء هند قوية"، داعيًا التجار وأصحاب المتاجر إلى رفع لافتات تروج للمنتجات المحلية "سوادشي"، أي المصنوعة في الهند. كما كشف أن شرائح أشباه الموصلات الهندية الصنع ستصل إلى الأسواق قبل نهاية العام الجاري، وأن بلاده تدفع بقوة نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج المعادن الحيوية، مع تنفيذ عمليات استكشاف في أكثر من 1200 موقع.

تداعيات اقتصادية وسياسية

تشكل الرسوم الجمركية الأمريكية تهديدًا مباشرًا لنفاذ الصادرات الهندية إلى أكبر أسواقها الخارجية، حيث بلغت الشحنات نحو 87 مليار دولار في عام 2024، خاصة في قطاعات المنسوجات والأحذية والأحجار الكريمة والمجوهرات. وفي المقابل، يسعى بعض أنصار مودي إلى إذكاء المشاعر المناهضة لأمريكا، داعين إلى مقاطعة شركات أمريكية بارزة مثل ماكدونالدز وكوكاكولا وأمازون وآبل.

المفاوضات التجارية بين نيودلهي وواشنطن انهارت بعد خمس جولات بسبب الخلافات حول فتح قطاعات الزراعة والألبان الهندية أمام المنتجات الأمريكية، بالإضافة إلى إصرار الهند على استمرار شراء النفط الروسي.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف بشأن مستقبل العلاقات، قالت وزارة الخارجية الهندية، الخميس، إنها تأمل أن تمضي العلاقات مع الولايات المتحدة قدمًا على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكدة أن نيودلهي لا تزال ترى في واشنطن شريكًا مهمًا رغم الخلافات القائمة.

التعليقات (0)