تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

لازاريني: المجاعة والقتل يدفعان الفلسطينيين إلى خيارات مستحيلة

حذّر مفوّض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، من أن الوضع في قطاع غزة يزداد "رعباً"، مشيرًا إلى أن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون هناك متواصلة بلا هوادة، في ظل تراجع واضح في الاهتمام الدولي منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران/يونيو الجاري.

هجمات يومية ونزوح مستمر وسط حصار خانق

وفي تصريحاته الصحفية اليوم الأربعاء، أكد لازاريني أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تُنفذ بشكل يومي، فيما يواصل السكان الفلسطينيون النزوح من مناطقهم وسط شعور شامل بالحصار والعزلة، بسبب نظام توزيع المساعدات الذي فرضته سلطات الاحتلال، والذي يهدف إلى إحكام السيطرة على المدنيين.

"مؤسسة غزة الإنسانية": خطة أميركية-إسرائيلية لتجويع المدنيين

ولفت المسؤول الأممي إلى أن تل أبيب وواشنطن باشرتا منذ 27 أيار/مايو تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر كيان يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة، وهو ما وصفه بأنه "خيار مأساوي" يُجبر المدنيين على المفاضلة بين الموت جوعًا أو المجازفة للوصول إلى المساعدات تحت نيران الاحتلال.

وقال لازاريني: "الناس في غزة يتساءلون: هل أترك عائلتي تموت جوعاً؟ أم أخاطر بحياتي من أجل الحصول على الطعام؟"

دعوة لاستثمار وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل"

أعرب لازاريني عن أمله في أن يسهم وقف إطلاق النار، الذي أُعلن عنه يوم أمس الثلاثاء بين إيران و"إسرائيل"، في إعادة تركيز أنظار المجتمع الدولي على الكارثة الإنسانية في غزة. وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى خفض التصعيد، فالوضع في المنطقة لا يتحمل صراعاً جديداً".

كما دعا إلى العمل من أجل هدنة شاملة في غزة تشمل الإفراج عن الأسرى، ورفع الحصار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع.

الأونروا جاهزة والمساعدات تنتظر خارج غزة

أشار مفوّض الأونروا إلى أن الوكالة أظهرت خلال فترات الهدنة السابقة قدرة عالية على مكافحة المجاعة وتوزيع المساعدات، لافتًا إلى أن المساعدات الإنسانية جاهزة وتنتظر فقط السماح بالدخول إلى قطاع غزة من المعابر المغلقة.

جرائم الاحتلال تتواصل وسط تجاهل للعدالة الدولية

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل"، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة بذلك أوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية لوقف هذه الجرائم.

وقد أسفرت هذه الإبادة عن سقوط نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، مع أكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال، فضلاً عن دمار هائل في البنى التحتية والمرافق الصحية والتعليمية.