ازدواجية الهدف: البقاء في الحكم أم حسم المعركة؟

معضلة نتنياهو في غزة: بين النجاة السياسية والنصر الميداني

profile
  • clock 5 يوليو 2025, 1:20:12 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

محمد خميس

تحت وطأة الخسائر المتزايدة وتبدّل المزاج الشعبي داخل كيان الاحتلال، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في مفترق طرق حاد بين الحفاظ على مستقبله السياسي وتحقيق نصر ميداني في قطاع غزة. ففي الوقت الذي يواجه فيه ضغوطًا داخلية غير مسبوقة، يحاول الترويج لصورة "القائد المنتصر"، دون دفع ثمن سياسي باهظ يُضعف موقفه أمام الرأي العام أو داخل ائتلافه الحكومي المتصدّع.

حماس والمفاوضات: استعداد مشروط ومناورة ذكية

من جهة أخرى، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم الجمعة، عن إتمام مشاوراتها الداخلية بالتنسيق مع الفصائل والقوى الفلسطينية، بشأن المقترح المقدم من الوسطاء الدوليين لوقف إطلاق النار. وأكدت الحركة، في بيان رسمي، أنها قدّمت ردها عبر الوسطاء، وأنه "اتسم بالإيجابية"، مع استعدادها الكامل للانخراط الفوري في مفاوضات حول آلية التنفيذ، ما يعكس مرونة مدروسة دون التنازل عن الثوابت الوطنية.

واقع ميداني مأساوي: حرب إبادة متواصلة

رغم الحديث عن المفاوضات، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي – بدعم أمريكي مطلق – ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد خلف هذا العدوان الوحشي أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط دمار شامل وخطر المجاعة.

بين الخطاب السياسي والتكلفة الإنسانية

يُظهر هذا المشهد المزدوج – بين سعي نتنياهو للخروج من المأزق السياسي، وبين مأساة إنسانية غير مسبوقة – حجم الفجوة بين طموحات الاحتلال والواقع الدموي المفروض على الأرض. وهو ما يدفع باتجاه تساؤل جوهري: هل يسعى نتنياهو فعلًا إلى إنهاء الحرب، أم إلى إدارة الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة على حساب الدم الفلسطيني؟

التعليقات (0)