-
℃ 11 تركيا
-
3 سبتمبر 2025
مستشفى شهداء الأقصى: سياسة التجويع في غزة تتفاقم بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر
الوضع الصحي على شفا الانهيار
مستشفى شهداء الأقصى: سياسة التجويع في غزة تتفاقم بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر
-
31 أغسطس 2025, 1:45:33 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
خليل الدقران
محمد خميس
أطلق خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، صرخة إنسانية مدوية محذراً من تفاقم الوضع الصحي والمعيشي في قطاع غزة نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والوقود.
وأوضح أن المستشفى استقبل اليوم 10 شهداء من المنتظرين للمساعدات، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها السكان المحاصرون. كما أشار إلى أن المياه باتت ملوثة تماماً نتيجة توقف محطات التصفية بسبب منع الوقود، في وقت يعاني فيه المستشفى من نقص حاد في وحدات الدم مع صعوبة إيجاد متبرعين.
سياسة التجويع في غزة
أكد الدقران أن سياسة التجويع لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعاً يومياً يعيشه أكثر من مليوني إنسان في غزة. فمع إغلاق الاحتلال للمعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء، باتت العائلات تواجه صعوبة في تأمين وجبة واحدة يومياً.
وأوضح أن المجاعة تطرق أبواب آلاف العائلات، خصوصاً مع استهداف الاحتلال لمخازن الأغذية ومنع قوافل الإغاثة من الوصول إلى المستحقين. واعتبر أن هذه السياسة تندرج في إطار "العقاب الجماعي"، المحظور وفق القوانين الدولية.
شهداء المساعدات الإنسانية
في مشهد مؤلم، استقبل مستشفى شهداء الأقصى 10 شهداء جدد كانوا من بين المنتظرين لدخول المساعدات الغذائية. هذه الحادثة المأساوية تكشف أن تأخير إدخال المساعدات لا يعني الجوع فقط، بل الموت المباشر بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة.
وأشار الدقران إلى أن المستشفى بات يستقبل بشكل يومي حالات وفيات وإصابات مرتبطة مباشرة بالحصار ومنع المساعدات، مؤكداً أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير أو تهاون.
أزمة المياه الملوثة
من أخطر التحديات التي تواجه سكان غزة اليوم هي أزمة المياه. فقد أوضح المتحدث باسم المستشفى أن محطات تصفية المياه توقفت تماماً بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود اللازم لتشغيلها.
ونتيجة لذلك، يعتمد السكان على مصادر مياه غير صالحة للشرب، ما أدى إلى انتشار أمراض معوية وجلدية بين الأطفال بشكل خاص. وأكد الدقران أن استمرار هذه الأزمة سيؤدي إلى كارثة صحية حقيقية، مع إمكانية تفشي الأوبئة في ظل انهيار البنية التحتية الصحية.
نقص الدم في المستشفيات
كشف خليل الدقران أن مستشفى شهداء الأقصى يعاني من نقص حاد في وحدات الدم، وهو ما يعرقل قدرة الأطباء على إنقاذ الجرحى والمرضى.
وأشار إلى أن صعوبة إيجاد متبرعين تعود إلى عدة أسباب، أهمها:
صعوبة تنقل السكان في ظل العدوان.
سوء التغذية الذي يضعف قدرة الكثيرين على التبرع.
الخوف من الاستهداف أثناء توجههم إلى المستشفيات.
وأكد أن هذا النقص يهدد حياة مئات الجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة.
الوضع الصحي على شفا الانهيار
الوضع في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو انهيار شامل للمنظومة الصحية. فالمستشفيات تعمل بقدرات محدودة، وتعتمد بشكل أساسي على المولدات الكهربائية التي تحتاج إلى وقود مفقود بفعل الحصار.
وأضاف الدقران أن الكوادر الطبية تعمل في ظروف قاسية، حيث يضطر الأطباء والممرضون إلى العمل لساعات طويلة دون راحة، وسط نقص في المعدات الطبية والأدوية الأساسية.
المجتمع الدولي أمام مسؤوليته
دعا المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم وفتح المعابر بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود.
وأشار إلى أن استمرار الصمت الدولي يشجع الاحتلال على المضي قدماً في سياسة التجويع والإبادة البطيئة. كما طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في توثيق الجرائم والضغط من أجل محاسبة مرتكبيها.
أصوات من داخل غزة
لا يقتصر الأمر على تصريحات المستشفى، بل إن شهادات المدنيين تؤكد ما يحدث. فقد تحدثت عائلات عن اضطرارها لشرب مياه مالحة أو ملوثة، وعن أيام تمر دون طعام. كما أشار مرضى وجرحى إلى صعوبة الحصول على الدواء أو حتى سرير في المستشفى.
هذه الشهادات الحية تكمل الصورة القاتمة التي نقلها الدقران، وتؤكد أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو جريمة حرب موصوفة.










