تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم استهدف أكثر من 50 بناية بشكل كلي، فيما تضررت حوالي 100 بناية بشكل جزئي. وأوضح بصل أن بعض هذه البنايات مرتفعة وتضم آلاف المواطنين، ما يزيد من خطورة الهجمات على المدنيين.

وأشار بصل إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد استهداف المباني المحاطة بخيام النازحين ومراكز الإيواء، ما أدى إلى تدمير أكثر من 200 خيمة نتيجة القصف على المباني المجاورة لها، في مؤشر واضح على استمرار سياسة التهجير القسري.

تدمير البنية التحتية والخدمات المدنية

لا تقتصر الهجمات على المساكن فقط، بل شملت أيضًا المساجد والملاعب في مدينة غزة، ما يعكس حجم التدمير الشامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية. وأكد الدفاع المدني أن كثافة الاستهدافات جعلت طواقمه منهكة وغير قادرة على الاستجابة بسرعة لكل البلاغات.

وتأتي هذه العمليات ضمن سياسة ممنهجة لاستهداف المدنيين، وهو ما دفع بصل للتأكيد على أن هذا اليوم يُعد من أصعب أيام الحرب منذ تجددها في الثامن عشر من مارس، مع تسجيل عدد كبير من الحالات الطارئة التي تتطلب تدخل عاجل.

استغاثات المواطنين تحت الأنقاض

وصلت إلى طواقم الدفاع المدني مناشدات استغاثة من مواطنين عالقين تحت الأنقاض في مناطق مختلفة، أبرزها منطقة الزرقا بحي التفاح، بعد سقوط مبانٍ فوق رؤوس ساكنيها. ويؤكد بصل أن الطواقم تبذل جهودًا كبيرة لإنقاذ المحاصرين، رغم صعوبة الوصول وسرعة الاستهدافات.

وأوضح أن كل دقيقة تأخير تزيد من حجم الخسائر البشرية والمادية، وأن الاحتلال يستغل الوضع العسكري لتعزيز سياسة التهجير القسري وفرض مزيد من الضغط على المدنيين.

سياسات الاحتلال وأثرها على المدنيين

شدد الناطق باسم الدفاع المدني على أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد القصف بطريقة ممنهجة لضرب المدنيين وإجبارهم على النزوح، مما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية.

وأشار بصل إلى أن القصف المتواصل يضر بمنازل آلاف الأسر، ويؤدي إلى تدمير الحياة اليومية في غزة، بما في ذلك الخدمات الأساسية مثل المدارس والمرافق الصحية، وهو ما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويخلق أزمة إنسانية طارئة.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

وجه الدفاع المدني في غزة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بتحرك فوري لوقف المجازر المستمرة في المدينة وحماية المدنيين. وأكد بصل أن استمرار القصف بهذا الشكل يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الآلاف من المواطنين الأبرياء، ويهدد استقرار القطاع بأكمله.

كما دعا بصل المنظمات الإنسانية الدولية إلى زيادة الدعم العاجل والمباشر للمتضررين، وتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والصحة.

الوضع الإنساني في غزة تحت الضغط

تسببت الغارات الإسرائيلية في تفاقم أزمة النزوح داخل قطاع غزة، مع انهيار العديد من المساكن وتضرر مراكز الإيواء. وأوضح بصل أن الخيام التي تحيط بالمباني المدمرة غالبًا ما كانت مأوى للعديد من الأسر التي فقدت منازلها، ما أدى إلى زيادة أعداد النازحين بشكل كبير.

وأضاف أن الوضع في غزة أصبح كارثيًا من الناحية الإنسانية، مع نقص شديد في الموارد الطبية والإسعافية، الأمر الذي يفاقم من حجم الكارثة ويزيد من معاناة السكان.

جهود الدفاع المدني المستمرة

على الرغم من كثافة القصف، تواصل فرق الدفاع المدني عملها على مدار الساعة، محاولين إنقاذ المدنيين المحاصرين وتقديم الدعم العاجل للمتضررين. وأكد بصل أن الطواقم تعمل في ظروف بالغة الصعوبة والخطر، مع تعرضها لتهديدات مستمرة بسبب القصف المتجدد.

وأشار إلى أن الدفاع المدني يعتمد على خطط طوارئ مدروسة، ولكن حجم الدمار وكثافة الاستهدافات يجعل مهمة الإنقاذ أصعب بكثير، ويستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لدعم جهود الإغاثة.

دعوة للعدالة وحماية المدنيين

شدد بصل على أن سياسة الاحتلال غير الإنسانية وغير الأخلاقية تستدعي مساءلة دولية عاجلة، وأن المجتمع الدولي مطالب بـ:

الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على المدنيين.

توفير حماية عاجلة للمتضررين والنازحين.

تقديم المساعدات الإنسانية بشكل سريع وفعال.

وأكد أن المدنيين في غزة ليسوا أهدافًا عسكرية، وأن كل الهجمات على المساكن ومراكز الإيواء تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.

يعكس التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة حجم الخطر الكبير على المدنيين، مع تدمير مئات المباني واستهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء والمساجد والملاعب. وتعمل فرق الدفاع المدني بكل جهد لإنقاذ المحاصرين وتقديم المساعدة، رغم الظروف الصعبة والكثافة العالية للقصف.

وتظل الدعوة للمجتمع الدولي والمجتمع الإنساني عاجلة وحاسمة، لوقف المجازر وحماية السكان المدنيين، وتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين.

• إن استمرار هذا التصعيد يعكس حاجة ملحة إلى تحرك عاجل لوقف القصف وحماية المدنيين في غزة، وضمان عدم استمرار سياسة التهجير القسري التي تنتهجها قوات الاحتلال.