هل تنهار المفاوضات بسبب الخريطة؟

محادثات سرية في البيت الأبيض حول غزة: خريطة الانسحاب الإسرائيلية تُهدد بانهيار التفاوض

profile
  • clock 9 يوليو 2025, 5:59:37 م
  • eye 565
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
خريطة الانسحاب الإسرائيلية

محمد خميس

كشفت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأمريكي أن مسؤولين كبارًا من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا محادثات سرية في البيت الأبيض خلال الأيام القليلة الماضية، ركّزت على الخلافات الأساسية المتبقية في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتأتي هذه المحادثات في ظل مساعٍ دولية مكثفة لتحقيق تسوية قبل نهاية الأسبوع، في وقت حذر فيه مراقبون من أن خريطة إعادة الانتشار الإسرائيلية قد تُفجّر العملية التفاوضية برمتها.

تركيز على نقاط الخلاف الجوهرية

بحسب "أكسيوس"، ركّز الاجتماع الثلاثي على أبرز القضايا العالقة، وفي مقدمتها:

إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة

آلية تنفيذ وقف إطلاق النار

الضمانات المتبادلة

الخطوات الإنسانية المرتبطة بالاتفاق

وقد شارك في هذه المحادثات كل من المبعوث الإسرائيلي ناتان ويتكوف، ومستشار نتنياهو الأبرز رون ديرمر، إلى جانب مسؤول قطري رفيع المستوى.

خريطة إسرائيلية "غير مقبولة" تثير التحذيرات

أفادت المصادر أن المبعوث ويتكوف والمسؤول القطري أبلغا رون ديرمر بشكل صريح أن الخريطة التي اقترحتها إسرائيل لإعادة الانتشار العسكري "غير مقبولة"، مؤكدين أنها تشبه خارطة وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والتي تتضمن استمرار الاحتلال لمناطق واسعة من غزة.

ونُقل عن المسؤول القطري قوله إن "حماس على الأرجح سترفض هذه الخريطة"، ما قد يؤدي إلى انهيار المحادثات بالكامل، مشددًا على أن بلاده ترفض تحميلها مسؤولية فشل المفاوضات في حال تعنت الجانب الإسرائيلي.

ترمب: هناك فرصة جيدة للتوصل إلى تسوية

من جانبه، صرّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بأن هناك "فرصة جيدة" للوصول إلى تسوية ما بشأن غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة الاتفاق أو احتمالات نجاحه.

ويُنظر إلى هذا التصريح باعتباره محاولة لتعزيز الأمل السياسي والإعلامي في ظل تعثر المسار التفاوضي، وازدياد الضغوط على جميع الأطراف المعنية.

هل تنهار المفاوضات بسبب الخريطة؟

بحسب التقرير، أظهرت واشنطن وقطر وضوحًا كبيرًا في رفض الخريطة الإسرائيلية، إذ قال ويتكوف صراحة إن "الخريطة تبدو كأنها خريطة سموتريتش"، وهي "غير مقبولة على الإطلاق لواشنطن"، نظرًا لما تحمله من استمرار فعلي للاحتلال العسكري، وتعارضها مع أسس التهدئة الإنسانية والسياسية.

ويرى مراقبون أن التمسك الإسرائيلي بهذه الخريطة قد يُعيد المفاوضات إلى المربع الأول، خصوصًا في ظل تشدد حركة "حماس" حيال أي محاولة لتثبيت الاحتلال أو تقسيم القطاع.

الموقف القطري: الوساطة مستمرة ولكن بضمانات واضحة

في ضوء التوتر القائم، شدد المسؤول القطري خلال الاجتماع على أن بلاده مستمرة في دورها الوسيط، لكنها لن تقبل أن تكون كبش فداء في حال فشل التفاوض بسبب تعنت إسرائيل أو فرض خرائط أمر واقع لا تستجيب لمطالب الفلسطينيين.

 المحادثات على المحك والخريطة هي العقبة الأكبر

تكشف تفاصيل هذه المحادثات السرية عن مدى تعقيد المشهد التفاوضي، حيث تُشكل خريطة إعادة الانتشار الإسرائيلية أكبر العقبات أمام إتمام اتفاق وقف إطلاق النار.
ومع تصاعد التحذيرات من انهيار وشيك للعملية التفاوضية، تتجه الأنظار نحو تل أبيب:
هل تُقدّم خارطة بديلة تستجيب للمطالب الدولية والفلسطينية؟ أم تدفع بالمنطقة إلى جولة جديدة من التصعيد؟

تقدّم في محادثات غزة بعد تقديم إسرائيل خريطة انسحاب جديدة

كشفت شبكة "أكسيوس" الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل قدّمت خريطة انسحاب جديدة من قطاع غزة عقب الاجتماع الثلاثي السري الذي ضم مسؤولين من واشنطن وتل أبيب والدوحة في البيت الأبيض مؤخرًا.

انسحاب أوسع وإشارات إيجابية

وبحسب التقرير، فإن الخريطة الجديدة تضمنت انسحابًا أوسع للجيش الإسرائيلي من مناطق داخل قطاع غزة، مقارنة بالخريطة السابقة التي وُصفت بأنها تشبه خطط سموتريتش، والتي أثارت رفضًا قطريًا وأمريكيًا واسعًا.

وأكد مصدر مطلع لـ"أكسيوس" أن هذه الخطوة أدت إلى تقدم كبير في المحادثات، وزادت بشكل ملحوظ من فرص التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والتي كانت قد تعثرت بسبب الخلاف حول شكل الانتشار العسكري الإسرائيلي بعد التهدئة.

نقلة نوعية في المفاوضات

وتُعد هذه التطورات بمثابة نقلة نوعية في المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تبدي الأطراف الوسيطة ارتياحًا مبدئيًا تجاه الاستجابة الإسرائيلية الجزئية للملاحظات الدولية، لا سيما المتعلقة بضرورة إنهاء الاحتلال المباشر لمناطق مدنية داخل القطاع.

ويُتوقع أن تؤدي الخريطة الجديدة إلى تسريع وتيرة المحادثات غير المباشرة، خصوصًا في ظل الضغط الأمريكي، والموقف القطري الذي طالب بتعديلات جوهرية على المقترح الإسرائيلي السابق.

خريطة جديدة تفتح نافذة على اتفاق ممكن

بعد أسابيع من الجمود والتوتر، تبدو المفاوضات حول غزة أمام فرصة حقيقية للتقدّم، في حال استمرت الأطراف في تقديم تنازلات واقعية.
ولا تزال العيون متجهة إلى نتائج الجولة الحالية في الدوحة، وسط آمال فلسطينية ودولية بأن تنجح هذه الجهود في وضع حد للعدوان وبدء مسار إعادة الإعمار والتهدئة الدائمة.

التعليقات (0)