-
℃ 11 تركيا
-
26 يونيو 2025
مؤسسات الأسرى: سجون الاحتلال تحولت إلى "مسالخ تعذيب" منذ بدء الإبادة في غزة
الإحصاءات: تعذيب ممنهج وتكدّس في السجون
مؤسسات الأسرى: سجون الاحتلال تحولت إلى "مسالخ تعذيب" منذ بدء الإبادة في غزة
-
26 يونيو 2025, 12:38:32 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
شهادات صادمة توثق الانتهاكات الجسدية والنفسية بحق المعتقلين الفلسطينيين
بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، أصدرت ثلاث من أبرز المؤسسات الفلسطينية المعنية بشؤون الأسرى، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، بيانًا مشتركًا يكشف عن تصاعد مروّع في جرائم التعذيب والانتهاكات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
مرحلة الإبادة: نقطة تحوّل دامية في تاريخ الحركة الأسيرة
أشارت المؤسسات في بيانها إلى أن المرحلة التي أعقبت الإبادة الجماعية في غزة شكّلت نقطة تحول فارقة في حجم ونوعية الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث استُشهد عشرات المعتقلين تحت التعذيب، ما يجعلها المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
أساليب تعذيب ممنهجة تتجاوز القوانين الدولية
البيان أكد حصول المؤسسات الحقوقية على عشرات الإفادات والشهادات التي توثق ارتكاب الاحتلال لجرائم تعذيب ممنهجة تبدأ من لحظة الاعتقال الوحشي، مرورًا بعمليات التحقيق القاسي، وصولًا إلى ظروف السجن المهينة.
ومن بين أبرز الأساليب التي تم توثيقها:
الضرب بالكهرباء والشبح والصلب
سكب الماء الساخن واستخدام المواد الكيميائية الحارقة
خلع الأظافر، التقييد المؤلم، التحقيق المتواصل مع الحرمان من النوم والطعام
استخدام الحفاض القسري والتبول على الأسرى وطعامهم
التحرشات والاعتداءات الجنسية، وصولًا إلى الاغتصاب.
كما كشف البيان عن حالات بتر أطراف نتيجة التعذيب، خصوصًا في صفوف الأسرى من غزة الذين نُقلوا إلى معسكرات وصفوها بـ"المسلخ وجحيم لا يوصف".
بن غفير يتفاخر بمقاطع التعذيب.. و"سديه تيمان" في دائرة الاتهام
أشارت المؤسسات إلى أن جيش الاحتلال نشر صورًا ومقاطع فيديو توثق إذلال المعتقلين وهم عراة، في ما وصفته بأنه استعراض فج للجرائم، وقد استخدم بعضها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للتفاخر علنًا، ما يضع مسؤولية مباشرة على القيادات السياسية والعسكرية.
وفي سابقة خطيرة، نُشر فيديو مُسرّب يوثق اغتصاب أحد معتقلي غزة في معسكر سديه تيمان، ما اعتبرته المؤسسات جريمة ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة دولية.
الإحصاءات: تعذيب ممنهج وتكدّس في السجون
وفق الأرقام الصادرة عن المؤسسات:
تحتجز "إسرائيل" حاليًا 10,400 معتقل فلسطيني، منهم:
47 أسيرة
أكثر من 440 طفلًا
3,562 معتقلًا إداريًا دون تهم
2,214 معتقلًا من غزة يُصنّفون كمقاتلين غير شرعيين
بالتوازي مع الإبادة في غزة، صعدت إسرائيل من وتيرة الاعتقالات بالضفة الغربية، حيث تم تسجيل أكثر من 17,500 معتقل منذ أكتوبر 2023.
دعوات لمحاسبة دولية عاجلة وإعادة تعريف "التعذيب"
أكدت المؤسسات أن حجم الجرائم وتنوّع الأساليب المستخدمة يتطلب إعادة تعريف جريمة التعذيب وفق القوانين الدولية، مشددة على أن ما يجري لا يمكن حصره في إطار الانتهاكات الفردية، بل هو سياسة ممنهجة برعاية الدولة.
ودعت المؤسسات المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق دولي مستقل في انتهاكات سجون الاحتلال، وتفعيل أدوات المساءلة والملاحقة، بما في ذلك عبر المحاكم الجنائية الدولية.
إبادة جماعية مستمرة وصمت دولي
ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 188 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقدان أكثر من 11 ألف شخص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق ونزوح مئات الآلاف، وسط مجاعة خانقة وانهيار شبه كامل للبنية التحتية.










