-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
لليوم الـ112.. الاحتلال يواصل اجتياحه لطولكرم ونور شمس
حرب على الحجر والبشر
لليوم الـ112.. الاحتلال يواصل اجتياحه لطولكرم ونور شمس
-
18 مايو 2025, 10:38:17 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
العدوان على طولكرم
شيماء مصطفى
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيماتها، وسط تصعيد ميداني خطير يدخل يومه الـ112 على التوالي في المدينة ومخيم طولكرم، و99 يومًا في مخيم نور شمس. العدوان بات أشبه باجتياح دائم، يُنفذ فيه الاحتلال عمليات عسكرية متواصلة، ويُفرض خلاله حصار خانق، وسط انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتدمير ممنهج للبنية التحتية والسكان.
قنص وإصابات عند مداخل المنازل
ضمن مشهد يصفه الأهالي بأنه أشبه بحرب يومية، أُصيب الشقيقان مهند وقصي عبد الهادي عثمان برصاص الاحتلال الحي أثناء محاولتهما دخول منزلهما في مخيم طولكرم، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إطلاق النار بكثافة عشوائية، خاصة في المناطق السكنية المكتظة، ما يعكس سلوكًا قمعيًا ممنهجًا يستهدف المدنيين حتى في لحظات العودة إلى بيوتهم.
تحويل الأحياء إلى ثكنات عسكرية
تشهد أزقة مخيم طولكرم حالة استنفار عسكري من قبل قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة داخل الأحياء السكنية، متخذة من منازل المدنيين ثكنات عسكرية ونقاطًا لقناصتها، وسط أجواء من الرعب والخوف. يقول السكان إنهم باتوا لا يستطيعون التنقل بحرية في شوارعهم، وإن القناصة الإسرائيليين يطلقون النار حتى على من يحاول إلقاء نظرة من نافذته.
إغلاق الطرق وفرض الحصار الكامل
أحكم الاحتلال إغلاق مداخل المدينة، وأقام حاجزًا عسكريًا جديدًا أسفل جسر جبارة، عند المدخل الجنوبي لطولكرم، والذي يُعد شريان الحياة الرئيسي للقادمين من قرى الكفريات وبقية المحافظات. يأتي ذلك بعد إغلاق المدخل الشرقي المحاذي لمخيم نور شمس، ضمن سياسة تهدف إلى خنق المدينة وعزلها عن محيطها الجغرافي والسكاني.
حرب على الحجر والبشر في نور شمس
يتعرض مخيم نور شمس لحصار خانق منذ 99 يومًا، حيث تمنع قوات الاحتلال أهالي المخيم من العودة إلى منازلهم التي هُجّروا منها قسرًا. لا يقتصر الاعتداء على التهجير فقط، بل شمل إطلاق نار كثيف، قنابل صوتية، وعمليات تفجير وهدم لمنازل المدنيين، وخصوصًا خلال ساعات الليل.
خلال الأيام القليلة الماضية، تم هدم ونسف وحرق أكثر من 20 مبنى سكنيًا، إضافة إلى منشآت مجاورة، ضمن خطة إسرائيلية تستهدف هدم 106 منازل وبنايات سكنية في كلا المخيمين، وهي عملية تهجير جماعي تنذر بكارثة إنسانية متصاعدة.
الاستيلاء على منازل وتحويلها لثكنات
في تطور ميداني لافت، استولت قوات الاحتلال على عدد من المنازل في شارع نابلس والحي الشمالي، وقامت بتحويلها إلى نقاط تمركز وثكنات عسكرية، بعد إجبار سكانها على الإخلاء القسري. هذا السلوك الاستيطاني العسكري يعكس نية الاحتلال في تحويل الأحياء السكنية إلى ساحات مواجهة دائمة، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ضحايا بالمئات ودمار شامل
أسفر العدوان المتواصل عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتسجيل موجات قمع واعتداءات متكررة بحق المدنيين.
أما من حيث الخسائر المادية، فقد طالت الآليات العسكرية والمجنزرات الإسرائيلية كل مظهر من مظاهر الحياة المدنية، إذ تم تدمير شامل للبنية التحتية، شبكات المياه والكهرباء، والمحال التجارية، إلى جانب إحراق وتخريب مئات المركبات ونهب ممتلكات خاصة، في ما وصفه ناشطون بأنه "حملة نهب عسكرية ممنهجة".
نزوح جماعي يفاقم الأزمة
أدى التصعيد إلى نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يفوق 25 ألف مواطن، بعضهم يعيش الآن في مدارس أو مبانٍ شبه مهدمة أو مراكز إيواء مؤقتة. وتُظهر التقارير أن أكثر من 400 منزل دُمّر بشكل كامل، و2573 منزلًا تضرر جزئيًا، فيما أغلقت مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، ما جعلهما منطقتين معزولتين عن الزمن والحياة.
خاتمة: العدوان بلا أفق والكارثة تتعمق
ما يجري في طولكرم ونور شمس ليس مجرد عملية عسكرية محدودة، بل سياسة تدمير وتهجير منظم تهدف إلى كسر إرادة السكان، وتفريغ المخيمات من أهلها. في ظل غياب أي تدخل دولي حقيقي، تُركت المدينة ومخيماتها لمصيرها، في واحدة من أطول فصول العدوان على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.







